بؤس السلطة في الجزائر عكسته بأمانة طريقة معالجة هذه السلطة للاحتجاجات في الجنوب حول استغلال الغاز الصخري.أولا: الحكومة والرئيس تجاهلوا الاحتجاجات مدة ثلاثة أشهر كاملة... واحتاج السكان إلى هذه المدة الطويلة كي يفهموا الحكومة أن الأمر جدي وينبغي معالجته على مستوى عال جدا وبالطرق الجدية المطلوبة... فالحكومة “راسها خشين” وتحتاج إلى وقت كي تفهم!ولكن الرئيس قال: “إن الأمر يتعلّق بسوء فهم”.. فمن هو الذي أساء الفهم! سكان الجنوب الذين فهموا منذ البداية أن الحكومة تريد استغلال الغاز الصخري في الصحراء دون استشارتهم، أم الحكومة “العڤونة” التي لم تستطع إفهام السكان بما تقوله حول الموضوع؟! وما قيمة هذه الحكومة لدى السكان إذا كانت تقول كلاما غير مفهوم للسكان؟ !ثانيا: الغريب في الأمر أن الرئيس كلّف الحكومة التي لا تفهم السكان، كلفها فإفهام السكان بأن السلطة لا تريد استغلال الغاز الصخري في الوقت الحاضر؟! وأن ما يجري من حفر هو فقط للتجارب! فهل الهدف من التجارب هو للتجارب فقط، أم لاستغلال الغاز الصخري لاحقا؟! لا نعرف تجارب لا هدف لها إلا في الجزائر؟!ثالثا: نسي الرئيس والحكومة أن رجاله قالوا في البداية إن الغاز الصخري قد بدأ استغلاله في عين صالح.. وأن هذا الكلام الذي قاله وزير البترول في عين المكان عندما زار بئر التجارب هذه، هو الذي كان سببا في انفجار الاحتجاجات! وأن زعماء أحزاب البؤس الحاكمة في الجزائر (الأرندي والآفة) قالوا: إن الاحتجاجات تحركها أيادي خارجية! وبعد 3 أشهر من عدم الفهم السلطوي، فهمت السلطة أخيرا أن الأمر لا يتعلق بمؤامرة خارجية، بل يتعلق بسوء فهم أو سوء إفهام للسكان من طرف السلطة.. صدقوا أو لا تصدقوا هذا هو الذي يحصل!رابعا: جدية معالجة الرئيس والحكومة لموضوع الاحتجاجات في الجنوب تعكسه الطريقة التي عالج بها هؤلاء الموضوع في الاجتماع الأخير... فالاجتماع كان بين مجموعة الوزراء القلائل الذين اتهمهم الرئيس بسوء إفهام السكان، في حين أن الموضوع كان يتطلب دراسة كاملة في مجلس الوزراء.. ثم إن الاجتماع عقد في بيت الرئيس وليس في رئاسة الجمهورية، وفي ذلك دلالة أخرى على جدية معالجة هذا الموضوع من طرف الحكومة والرئيس في مجلس شاي في بيته.لهذا جاءت قرارات هذا الاجتماع مضحكة.. فبعد أن قالوا إن السكان والحكومة بينهما سوء فهم... فهموا هذه المرة بأن السكان في حاجة إلى تنمية وفي حاجة إلى إنشاء ولايات منتدبة.. أي مقايضة السكوت عن الغاز الصخري بإنشاء ولايات! هذا هو الفهم الجديد الذي وصلت إليه الحكومة بعد سوء الفهم السابق ! البلاد فعلا تعيش الهمة الكاملة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات