+ -

 من شأن هذا كلّه ألّا تثور في نفسه المخاوف والمطامع وألّا يستبد به القلق في أيّة مرحلة من مراحل الطّريق فهو يعبد ربّه في كلّ خطوة وهو يحقّق غاية وجوده في كلّ خطوة وهو يرتقي صعدًا إلى الله في كلّ نشاط وفي كلّ مجال وهو يخضع لجلاله وينعم بجماله في كلّ الأحوال.. ولله در مَن قال (هو الشّيخ سيّدي عدّة بن تونس في ديوانه في أحوال العاشقين وهو الّذي تولّى رئاسة الطّريقة العلوية بعد وفاة مؤسّسها الشّيخ سيّدي أحمد بن عليوة سنة 1934 رحمه الله تعالى) في أصحاب هذه العبودية:فوا فوز عبد عاش بربّه                   عليه سمة الرّضوان تحومفهذه الحقيقة ضخمة هائلة وهي من أضخم الحقائق  الكونية الّتي لا تستقيم حياة البشر في الأرض بدون إدراكها واستيقانها سواء كانت حياة فرد أم جماعة أم حياة الإنسانية كلّها في جميع أدوارها وأعصارها، ثمّ إنّها تتجلّى في جوانب عديدة ومرامي متعدّدة.إنّ أوّل جانب من جوانب هذه الحقيقة أنّ هناك غاية معيّنة لوجود الجنّ والإنس، تتمثّل في وظيفة مَن قام بها وأدّاها فقد حقّق غاية وجوده، ومَن قصّر فيها أو نكل عنها فقد أبطل غاية وجوده وأصبح بلا وظيفة وباتت حياته فارغة من القصد، خاوية من معناها الأصيل، الّذي تستمد منه قيمتها الأولى، وقد انفلت من النّاموس الّذي خرج به إلى الوجود، وانتهى إلى الضّياع المطلق، الّذي يصيب كلّ كائن ينفلت من ناموس الوجود الّذي يربطه ويحفظه ويكفل له البقاء. هذه الوظيفة المعيّنة الّتي تربط الجنّ والإنس بناموس الوجود، هي العبادة لله وحده، أو هي العبودية لله سبحانه، أن يكون هناك عبد وربّ، عبدٌ يَعبُد وربّ يُعبَد، وأن تستقيم حياة العبد كلّها على أساس هذا الاعتبار.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: