رئيس وزراء ليبيا الجديد يتخذ من “فندق” مقر عمله

+ -

 عرفت الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا منعرجا جديدا عقب رفض رئيس الوزراء حكومة تسيير الأعمال عبد الله الثني تسليم السلطة لرئيس الحكومة الجديد المتنازع عليه أحمد معيتيق، ما يجعل ليبيا برئيسي حكومة يؤكد كل منهما أنه صاحب الشرعية، ففي الوقت الذي اجتمع الثني في مقر رئاسة الحكومة بالعاصمة طرابلس بالقائم بالأعمال في السفارة الصينية، التقى ميعتيق من جانبه بالسفير الفرنسي في أحد فنادق العاصمة الذي حوله إلى مقر عمله إلى حين تسلمه مكتب رئيس الوزراء في المقر الرسمي على حد تأكيده.ويصر عبد الله الثني على حياد حكومته من النزاع القائم بين المؤتمر العام الوطني وخصومه من أتباع الجنرال خليفة حفتر، من خلال التأكيد أن رفضه تسليم السلطة لرئيس الوزراء المعين من طرف البرلمان مرده انتظار قرار المحكمة العليا المختصة في لابث في قانونية تعيين معيتيق، بعدما تأكد عدم حصوله على النصاب القانوني.فقد أكدت التقارير الرسمية الواردة من ليبيا أن عدد النواب الذين صوتوا لمنح الثقة لمعيتيق الأحد المنصرم لم يتجاوز 83 نائبا من ضمن 93 حضروا الاجتماع، مع العلم أن المؤتمر العام الوطني الليبي يضم حاليا 185 بدلا من 200 العدد الرسمي لنواب البرلمان بعد استقالة عدد من النواب، فيما يشترط تصويت 120 نائب لاتخاذ أي قرار، وهو ما لم يتوفر في منح الثقة للمعيتيق.وكان أنصار الجنرال خليفة حفتر الذي يقود معركة “كرامة ليبيا” ضد من أسماهم الإسلاميين والإرهابيين، في إشارة إلى قيادة المؤتمر الوطني العام (البرلمان) والميليشيات المسلحة الموالية لهم، أكدوا عدم اعترافهم بحكومة معيتيق كونه محسوبا على التيار الإخواني، فيما اتهم نائب رئيس البرلمان النائب عز الدين العوامي جماعة الإخوان بالتخطيط للسيطرة على الحكم في ليبيا، متهما رئيس البرلمان نوري بوسمهين بالتعجيل في منح الثقة لمعيتيق دون مشاورات بين الشركاء السياسيين.على هذه الخلفية وجد الليبيون أنفسهم أمام حكومتين كل منها تؤكد حمايتها الصالح العام وتعمل على تفادي الفوضى والانفلات الأمني في البلاد، هذه الفوضى السياسية جعلت أنصار رئيس الوزراء السابق المقال علي زيدان يطالبون بعودته إلى أرض الوطن باعتباره رئيس الوزراء الشرعي بالنظر لعدم قانونية إقالته، بحسب الاعتراض الذي قدمه عدد من النواب الليبيين إلى رئيس المؤتمر نوري بوسمهين.في هذه الأثناء، تتواصل المعارك في مناطق متفرقة في لبيبا بين أنصار المؤتمر الوطني العام وأنصار الجنرال خليفة حفتر وفقا لما أكده العقيد محمد الحجازي المتحدث العسكري باسم عملية “كرامة ليبيا” موضحا أن اشتباكات اندلعت بين قوات حفتر ومجموعة تابعة لتنظيم أنصار الشريعة في منطقة سيدي فرج أطراف مدينة بنغازي شرق ليبيا.وفي السياق ذاته، ذكرت تقارير إخبارية قيام مجموعة مسلحة قادمة من ليبيا بإطلاق النار فجر أمس الجمعة باتجاه مركز أمني حدودي بمدينة بن قردان جنوب تونس دون أن يسفر عن إصابات، فيما شهدت العديد من المدن الليبية وخاصة طرابلس وبنغازي أمس حراكا شعبيا تحت شعار “جمعة إنقاذ ليبيا” دعت إليها منظمات المجتمع المدني، طالب من خلالها المتظاهرون بدعم الجيش والشرطة وتجميد عمل المؤتمر وبقاء حكومة الثني لتسيير الأعمال حتى الانتخابات المقبلة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: