+ -

يدور هذه الأيام نقاش حاد حول قرار الجزائر استغلال الغاز الصخري، وبداية التنقيب عنه، رغم المخاطر الكبيرة المترتبة عن هذا الإجراء، خاصة البيئية منها وعلى المدى الطويل. ورغم وجود خيارات أخرى بالنسبة للجزائر، كتطوير الطاقة الذرية للاستغلال السلمي أو الطاقة الشمسية، التي تبقى أكثر الموارد ديمومة وأقلها ضررا بالنسبة للبيئة ومستقبل الأجيال القادمة، حتى وإن كانت مكلفة، كما يقول بعض الخبراء وتتطلب وقتا أطول.. لكن على ما يبدو، الجزائر تريد أن تستغل الغاز الصخري بعد أن بدأت تشعر بخطورة استنزافها للموارد الطبيعية الأخرى كالبترول والغاز الطبيعي بطريقة هستيرية. لم يبق لهذا النظام الذي يشبه “العلقة” التي تتغذى من دم الإنسان حتى تقتله، إلا استغلال غاز “رؤوس الجزائريين”، بعد أن أفرغت من أمخاخها بمنظومة تربوية موبوءة ومريضة وفي حالة غيبوبة بدون إنعاش، لأن هذا الغاز الموجود في رؤوس الجزائريين هو الذي دفع إلى ارتفاع عدد طالبي اللجوء السياسي إلى فرنسا -وأضع سطرا على كلمة السياسي وسطرين على كلمة فرنسا- غريب والله ومضحك مبك في نفس الوقت. فرنسا التي حاربها أجداد الجزائريين من أجل تأمين الحرية والاستقلال لنا اليوم، يطلب أبناؤهم بعد 50 سنة اللجوء إليها، وفرنسا التي خرجت يوما من أرضنا بضريبة ثقيلة، مليون ونصف المليون شهيد، نفتح لها الأبواب اليوم لاستغلال غازنا الصخري، وهي التي منعت ذلك على أراضيها. إن الرقم الذي جاء في تقرير برلماني للجمعية الوطنية الفرنسية، والذي يقول إن 1477 جزائري طلبوا اللجوء إلى فرنسا سنة 2013، بزيادة عن سنة 2012، بينما سجلت موريتانيا في نفس الفترة، انخفاضا يطرح عديد التساؤلات، خاصة ونحن نتغنى بالسعادة والحب وبجزائر الأمن والأمان، وجزائر العزة والكرامة، لم نجد في قائمته للأسف، جنسيات أخرى تعاني من أوضاع متأزمة أكثر من الجزائريين وحتى أزمات اقتصادية، والأمر لا يجد إلا تفسيرين، إما أن هؤلاء ملوا من أسطورة جزائر العزة والكرامة، وهم يرون أن الواقع مخز ومقرف، خاصة أصحاب الشهادات والكفاءات العالية التي تبحث عن تحقيق أحلامها وتتقدم في الحياة، أو أصحاب الرأي الذين ملوا من سير الأمور نحو تيار واحد وكل من يعارضه يجد التهميش والإقصاء، ونحن نعيش زمن الرداءة، وإما أن من طلبوا اللجوء هم من أهل الحل والربط، من كانوا يحضرون للهرب إلى فرنسا، خوفا من ارتفاع “غاز الشعب الجزائري للراس” وانقلاب الأمر على غير ما كانوا يأملون.. وفي كل الأحوال هو الغاز ضرب للرأس فقرروا الرحيل قبل أن يرحلهم تلوث الغاز الصخري على باب عزرائيل..

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات