موسى عليه السّلام في القرآن

+ -

 قال موسى في ردِّه على فرعون ودعواه: يا فرعون، ربّنا وربّك اللّه الواحد الأحد الفرد الصّمد، الّذي أعطى كلّ مخلوق من المخلوقات، وكلّ شيء من الأشياء الصّورة الّتي تلائمه، والهيئة الّتي تتحقّق معها منفعته ومصلحته، ثمّ هداه وظيفته الّتي خلقه من أجلها، وأمدّه بالوَسائل والملكات الّتي تحقّق هذه الوظيفة.قال فرعون لموسى مهدّدًا ومتوعّدًا: {أجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوءعِدًا} طه:57-58، للمباراة والمبارزة، ولا نتخلّف نحن ولا أنت عن هذا الموعد، على أن تكون منازلتنا لك في وسط المدينة، بحيث يستطيع جميع سكانها الحضور؛ ليعاينوا عن قرب نتائج هذا التّحدّي.وافق موسى عليه السّلام على اقتراح فرعون، واتّفق الطّرفان على أن يكون الموعد بينهما يوم العيد، حيث يكون النّاس في فراغ من العمل، ويكون حضورهم أوفى وأيسر. واستشار فرعون حاشيته، فأشاروا عليه بأن يُرسل إلى جميع المدن الّتي تقع تحت سلطانه أن يرسلوا إليه سحرتهم، وطلب منهم الاستعداد للموعد المحدّد لمنازلة موسى، ووعدهم الأجر الجزيل والعطاء الجميل والمنزلة الرّفيعة وحُسن الرّعاية والعناية، على أن يوافوه في الموعد المحدّد، والمكان المقرّر.وأقبل السّحرة على وجه السّرعة على فرعون، فقالوا له بلغة المحترف والمستوثق، الّذي مقصده الأوّل والأخير ممّا يعمله الأجر والعطاء: هل ستكافئنا بالأجر العظيم، والعطاء الوفير إذا غلبنا موسى؟ وهنا يجيبهم فرعون بقوله: نعم، لكم أجر مادي جزيل إذا انتصرتم عليه، وفوق ذلك، فأنتم تكونون بهذا الانتصار من الظّافرين بقُربي، والمحاطين برعايتي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات