جزائريون ضحايا عيادات أجنبية لعلاج السرطان

38serv

+ -

 سجلت المصالح الصحية في الجزائر حالات كثيرة لمرضى سرطان عانوا من مضاعفات خطيرة، تبين بعد تشخيص مرضهم أنهم ذهبوا ضحية العلاج في عيادات خاصة بالخارج، حيث أجريت لهم عمليات جراحية رغم أن حالتهم لا تسمح، كأن يكون المرض في مرحلة متأخرة مثلا.يضطر مرضى السرطان، وبوجه خاص المرتاحين ماديا، للعلاج في عيادات خاصة بالخارج تفاديا لبيروقراطية مستشفيات القطاع العمومي، غير أنهم سرعان ما يكتشفون بعد الرجوع إلى أرض الوطن، أنهم كانوا حقل تجارب لأطباء غير مختصين تسببوا في تدهور حالتهم الصحية، إذ يستقبل مركز بيار وماري كوري لعلاج السرطان العديد من الحالات.وحول هذا النقطة، حذر رئيس مصلحة الجراحة بالمركز، البروفيسور بن تباك كمال، مرضى السرطان في الجزائر من العلاج في عيادات خاصة أجنبية، ليكشف عن حالات لمرضى عالجوا في دول عربية وأجنبية على غرار تونس وتركيا، حيث أجريت لهم عمليات جراحية من قبل أطباء غير مختصين كانوا وراء تدهور حالتهم الصحية، رغم أن جميع أمراض السرطان تتطلب الاختصاص لتحقيق علاج فعّال وناجح، مضيفا “العيادات الخاصة الأجنبية تبحث عن الربح السريع حتى ولو على حساب صحة المرضى”.وأبرز محدثنا موضحا، في لقاء بـ”الخبر”، “المريض الجزائري فقد الثقة في الأطباء، بل وفي كل شيء، لكن عليه أن يتفهم نظام العمل داخل المستشفيات، ولا يتسرع عندما يكتشف إصابته بالمرض الخبيث، لأن عليه متابعة العلاج لدى أطباء مختصين، مع تجنب اللجوء إلى العيادات الخاصة الأجنبية”، ليروي حالة شيخ في العقد السابع من العمر، مصاب بسرطان الكبد، أصّر ابنه على علاجه في الخارج، حيث عرضه على أطباء في عيادة خاصة بالأردن، وأخبروه أنه بإمكانهم زرع كبد له مقابل مبلغ خيالي، ما دفع بالابن للجوء إلى المركز، حيث تم تشخيص حالة والده من قبل البروفيسور الذي أكد بأن الأمل في العلاج ضئيل جدا بحكم تقدمه في السن.وفي رده على سؤال “الخبر” حول شكاوى المرضى من سوء الاستقبال وتأخر مواعيد العلاج، وهما سببان غالبا ما يدفعانهم إلى العلاج في الخارج، أكد محدثنا الذي يشغل منصب رئيس مصلحة الجراحة بالمركز منذ حوالي خمسة أشهر، أنه أعطى تعليمات صارمة للطاقم الطبي بالمصلحة حتى لا تتجاوز المواعيد الأسبوع، مشيرا إلى أن مرضى باقي ولايات الوطن الذين يقصدون المصلحة دون موعد مسبق، يتم استقبالهم من قبل أطباء مقيمين.وبالنسبة للبروفيسور بن تباك، فإن مرض السرطان تجاوز الخطوط الحمراء في الجزائر، مستدلا بعدد العمليات الجراحية التي أجريت على مستوى المصلحة العام الماضي، الذي وصل إلى 1324 عملية خاصة بكل أنواع السرطانات، 70 بالمائة منها تتعلق بسرطان القولون، حيث تم إجراء 300 عملية جراحية، يليها سرطان الثدي بـ280 عملية، ثم أمراض النساء بـ192 عملية، فسرطان الكبد بـ190 عملية جراحية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: