واشنطن ترسل سفينة حربية لإجلاء رعاياها من ليبيا

+ -

 في تطور جديد للأحداث في ليبيا طالبت الولايات المتحدة الأمريكية رعاياها بمغادرة الأراضي الليبية، في تأكيد على أن سفينة حربية هجومية انطلقت باتجاه الساحل الليبي تحسبا للبدء في عملية إجلاء الرعايا الأمريكيين بسبب التدهور الأمني وحالة الانفلات العام، بحسب ما أورده أمس بيان وزارة الخارجية الأمريكية.يأتي هذا القرار الأمريكي ساعات فقط بعد تداول المواقع الإخبارية شريطا مصورا للمدعو محمد الزهاوي زعيم جماعة “أنصار الشريعة” الليبية، حيث ظهر مهددا الولايات المتحدة بشكل مباشر معتبرا أنها تقف وراء من أسماه “البيدق الخبيث”، في إشارة إلى الجنرال خليفة حفتر الذي يقود عملية “كرامة ليبيا” ضد الجماعات المتطرفة الإسلامية المحسوبة على المؤتمر الوطني العام (البرلمان).ومما قاله الزهاوي في الشريط المصور الذي ظهر فيه وراء راية “لا إله إلا الله” على خلفية سوداء مثل تلك التي اعتادت الجماعات المنتمية لتنظيم القاعدة الدولي رمزا لها، واعدا بتصفية الجنرال خليفة حفتر وكل من يسانده من سياسيين ليبيين، كما شمل التهديد أيضا بعض الدول العربية التي اتهمها بدعم حفتر، مضيفا “نذكر المجرم حفتر ومن سار في دربه بواقع سوريا، وأن إصرارهم على هذه الحرب القذرة سيفتح الجحيم عليه وعلى المنطقة”.في المقابل، ذكرت تقارير إخبارية أن وحدة الحراسة التابعة لوزارة الداخلية والمكلفة بحماية أعضاء الحكومة الليبية المنتهية ولايتها تعرضوا لهجوم مسلح من طرف ميليشية إسلامية مؤيدة للبرلمان الليبي، في تأكيد على أن الهجوم استهدف حراسا تابعين للداخلية باعتبارهم محسوبين على حكومة عبد الله الثني المنتهية ولايته لإعلانه تأييده للعملية العسكرية التي يقودها الجنرال حفتر، مع العلم أن حكومة عبد الله الثني تستعد لتسليم الحكم لرئيس الوزراء الجديد أحمد معيتيق المعين من طرف البرلمان، على الرغم من الجدل الكبير والنزاع حول تعيين ميعيتيق.إلى ذلك، وفي أول رد فعل سياسي على التطورات الأخيرة التي تعيشها ليبيا، نشر حزب العدالة والبناء المحسوب على التنظيم الإخواني في ليبيا، بيانا استنكر فيه تصريحات زعيم تنظيم “أنصار الشريعة”، مؤكدا أن “المطالبة بالشريعة الإسلامية هو مطلب أجمع عليه الشعب الليبي، والإعلان الدستوري والمسار الديمقراطي بذل في سبيله الغالي والنفيس، وعدم الاعتراف خروج عن إجماع الشعب الليبي وعن الشرعية القائمة”، وأضاف البيان أن محاربة الإرهاب والخارجين عن الدولة مسؤولية السلطات والأجهزة اﻷمنية الرسمية، والتصدي للإرهاب لا يكون إلا من خلالها، في إشارة إلى العملية التي يقوم بها الجنرال خليفة حفتر والموالون له.ويرى المراقبون أن قرار الولايات المتحدة الأمريكية إرسال سفينة حربية لإجلاء رعاياها قد يكون مبينا على معلومات توفرت لديها بإمكانية حدوث مواجهة عسكرية بين الطرفين المتنازعين على السلطة في ليبيا، فيما يبدو أنها آخر مواجهة لجماعة الإخوان المسلمين في دول الربيع العربي لمحاولة البقاء في الحكم في ظل التغييرات التي شهدتها المنطقة وبعد الإطاحة بالتنظيم الإخواني في مصر، إذ يؤكد عدد من المراقبين أن الجنرال حفتر بات مدعوما من طرف النظام المصري ومن معه من دول عربية تسعى للإطاحة بالجماعة في كل الدول العربية، بما فيها ليبيا التي ما يزال التنظيم فيها يتمسك بشرعية المؤتمر الوطني العام.إلى ذلك، تخشى الولايات المتحدة الأمريكية والعواصم الغربية عموما من أن تتحول ليبيا إلى منطقة جهادية جديدة في القارة الإفريقية في حال دخول طرفي النزاع في مواجهة مسلحة، لاسيما مع انتشار السلاح والتنظيمات الإسلامية المسلحة، ما يدفع الكثيرين للاعتقاد أن تدخلا عسكريا أجنبيا في ليبيا ليس مستبعدا، وهو ما قد يفسر التهديد الذي وجهه زعيم تنظيم أنصار الشريعة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: