هجوم مسلح يستهدف رئيس الوزراء الليبي الجديد

+ -

تعمقت الأزمة السياسية والأمنية التي تعيشها ليبيا، إذ بعد ساعات من منح المؤتمر الوطني العام الليبي الثقة لرئيس الوزراء، أحمد معيتيق، تعرض هذا الأخير لهجوم مسلح، صباح أمس، في منزله بصواريخ ”أر.بي.جي”، بحسب ما أوردته وكالات الأنباء الدولية نقلا عن المعني.وتأتي حادثة الاعتداء على رئيس الوزراء المعين حديثا على خلفية أزمة سياسية مشككة في شرعية التعيين، بعدما تصاعدت العديد من الأصوات في ليبيا تؤكد بعدم شرعية قرار المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان)، ولم يقتصر الأمر فقط على المساندين للجنرال خليفة حفتر، الذي يقود عملية عسكرية تهدف لإسقاط البرلمان الحالي والجماعات المسلحة الموالية، وإنما امتد إلى أعضاء داخل البرلمان، على غرار النائب الأول لرئيس المؤتمر الوطني العام، عز الدين العوامي الذي خرج ليصرح في وسائل إعلام ليبية أن تعيين معيتيق ومنح حكومته الثقة ”أمر دُبر بليل”، في إشارة إلى أنه تحصل على تعهدات من رئيس المؤتمر نوري أبو سهمين على عدم التسرع في منح الثقة إلى حين عودة الاستقرار وفتح قنوات للحوار مع المناهضين لشرعية البرلمان. وبحسب ما أورده العوامي في حوار مع قناة تلفزيونية ليبية ”ليبيا اليوم”، فإن قادة التيار الإسلامي في المؤتمر العام استدعت أبو سهمين ليمنح الشرعية لحكومة معيتيق دون مشاورة أعضاء البرلمان ودون توفر النصاب القانوني.وعلى الرغم من هذه الخلافات والطعن في شرعية رئيس الوزراء معيتيق، إلا أن هذا الأخير أعلن عن تشكيلته الحكومية، أمس، موضحا في أول تصريحاته أنه يفتح الباب أمام كل التيارات السياسية في ليبيا للمشاركة في الحكومة الجديدة من أجل الشروع في بناء دولة المؤسسات، كما أنه تم تعيين 19 وزيرا من ضمن تشكيلة حكومية تضم 32 وزيرا، مشيرا إلى أنه ترك حقائب وزارة الدفاع، التربية، التخطيط والتعليم لتمكين قوى سياسية أخرى المشاركة في الحكومة.واعتبر المتابعون للملف الليبي أن ترك حقيبة وزارة الدفاع بمثابة مغازلة للجنرال حفتر للمشاركة في الحكومة الجديدة، التي قال عنها معيتيق إنها تهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية والوصول بالبلاد إلى الانتخابات والخروج من المرحلة الانتقالية، غير أن تطمينات معيتيق لم تجد نفعا مع الرافضين لشرعية البرلمان، باعتبار أن أنصار حفتر أكدوا أنهم لا يعتبرون الحكومة الجديدة شرعية وطالبوا رئيس الوزراء الجديد بتقديم استقالته، فيما أكد رئيس المكتب السياسي لإقليم برقة إبراهيم الجضران أن الإقليم ما يزال يعتبر أن عبد الله الثني هو رئيس حكومة تصريف الأعمال إلى حين موعد الانتخابات المنتظرة في 25 جوان القادم.من جانبه، أكد عبد الله الثني، رفضه المشاركة في حكومة معيتيق وتولي منصب وزير الدفاع، حيث أعلن الثني في بيان مقتضب بثه الموقع الإلكتروني الرسمي لحكومته على شبكة الإنترنت، اعتذاره عن تولي أي منصب في حكومة معيتيق، لتبقى الأزمة السياسية في ليبيا تراوح مكانها مع ازدياد المخاوف من احتمال انفجار الأوضاع أمنيا بين مؤيدي البرلمان والمعارضين له من جماعة الجنرال حفتر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: