38serv
وجه محسن بلعباس، رئيس حزب ”التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، انتقادات لاذعة لمسودة المراجعة الدستورية المطروحة للنقاش، بينما دافع عن تنسيقية ”الانتقال الديمقراطي” على أنها تمثل البديل الأنسب للخروج من دائرة الانسداد.قال بلعباس لدى افتتاح أشغال الدورة العادية السابعة للمجلس الوطني للحزب، بالعاصمة، أمس، إن ”مشروع مسودة الدستور الموجه إلى الأحزاب السياسية، يؤكد على عدم جدية النهج المتبع وهشاشة التعديلات المقترحة”، على أن ”المشروع لم يعالج المشاكل الأساسية المعلقة”. واستغرب رئيس الحزب مضمون مسودة يقر العودة إلى تحديد العهدات الرئاسية بواحدة قابلة للتجديد مرة واحدة، بينما السلطة نفسها فتحت العهدات الرئاسية عام 2008. وأفاد بلعباس في هذا الشأن ”الفاعلون المسؤولون أنفسهم الذين اغتصبوا الدستور في عام 2008، والذين عرضوا علينا رفع القيد على تجديد العهدات كخطوة ديمقراطية كبيرة، هاهم يعودون عن المقترح وينادون بتقييدها كشرط وركيزة أساسية للديمقراطية”.ويعتبر الأرسيدي أن الجزائر ”أضاعت في 17 أفريل فرصة تعيين رئيس شرعي يتم اختياره عبر انتخابات حرة وشفافة. وبدلا من ذلك، تم تعيين قائد للدولة عاجز وطريح الفراش من خلال إجماع هش ومؤقت بين زمر النظام”، وأكد بلعباس أن ”نسبة المشاركة الحقيقية في رئاسيات 17 أفريل لم تتعد 17 في المائة، وأن بوتفليقة ”على دراية بذلك، وهو على يقين بأنه رئيس فاقد الشرعية، ومع ذلك يسعى إلى شراء مصداقية من خلال مبادرات يائسة وغير مجدية”، معتبرا أن الحكومة التي عينها ”غير مرغوب فيها ومنعدمة المصداقية وتفتقر لبرنامج ورؤية وأغلب تشكيلتها من زبائن وعملاء النظام”، وعاكس خيار السلطة، حسب بلعباس، سعي الأرسيدي وحلفائه إلى حكومة وحدة وطنية.ولاحظ الأرسيدي عيوبا في مسودة تعديل الدستور، أهمها ”غياب الحكم على أساس الفصل بين السلطات والإصلاح المؤسساتي” وما تعلق ”بالتقسيم الإداري وترسيم اللغة الأمازيغية”، وقال إن هذه الجوانب أهملت وأجلت من جديد، بينما عاد إلى ما يسميه الحزب ”الشرطة السياسية”، معتبرا أنه ”وإن تم المساس بمصالح المخابرات، فإنها لم تختف بعد”، على أن ”الأرسيدي وخلال الأشهر الـ18 التي مضت لم يتوقف عن المطالبة بحل الشرطة السياسية وإقالة رئيس الدولة بموجب المادة 88 من الدستور، وإعادة الأفالان إلى الذاكرة الجماعية ووضع دستور دائم”.ودعا بلعباس إلى تعزيز مبادرات ”التقارب” وهو يتحدث عن ”تنسيقية الانتقال الديمقراطي” التي تحضر لعقد ندوتها الوطنية، وقال بلعباس فيما يشبه التعليق حول التقارب الإسلامي العلماني الجديد، إنه ”آن الأوان أن نتجاوز شعور الكراهية والحقد، الذي كثيرا ما غذته السلطة وخلال عقود متتالية”، معتبرا أن ”التنسيقية تمثل الرد الأنسب للوضع الراهن”، وقال أيضا ”لأول مرة منذ 1956، تتلاقى حساسيات سياسية مختلفة وعلى أرض الجزائر من اجل تحديد الحد الأدنى الذي يسمح للشعب الجزائري بالأخذ بزمام أموره وتقرير مصيره”.وأشار بلعباس إلى أن صناع النظام الحاليين لا يمكنكم المشاركة في التغيير، وقال ”الأشخاص الذين اعتادوا الاستحواذ على السلطة بالقوة وممارستها دون أي رقابة واستغلالها عن طريق التزوير والرشوة، يستعصى عليهم المشاركة في التنقية المعنوية والسياسية للحياة العامة قبل المشاركة في انتخابات منتظمة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات