{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّه..}

+ -

 قال اللّه تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّه قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} آل عمران:191.قال العلامة ابن كثير في تفسيره: وصف تعالى أُولي الألباب فقال {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّه قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبهمْ} أي لا يَقْطعون ذِكْره في جميع أحوالهم بِسَرائِرهم وضمائرهم وأَلسِنَتهم. وقوله {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْق السَّمَوَات وَالْأَرْض} أي يَفْهَمون ما فيهما من الحِكَم الدّالة على عَظمة الخالق وقُدرته وحِكمَته واخْتِيَاره ورحمته. قائلين {رَبّنَا مَا خَلَقْت هَذَا بَاطِلًا} أي ما خَلقت هذا الخَلق عَبَثًا بل بالحقّ لِتَجْزي الّذين أساءُوا بما عَمِلوا وتجزي الّذين أَحْسَنوا بالحُسنى. ثمّ نَزَّهوه عن العَبَث وخَلق الباطل فقالوا {سُبْحَانك} أي عن أن تَخْلُق شيئًا باطلًا {فَقِنَا عَذَاب النَّار} أي يا مَن خَلَق الخَلق بالحقّ والعدل يا مَن هو مُنَزَّه عن النّقائص والعَيْب والعبَث قِنَا من عذاب النّار بحَوْلِك وقُوَّتك وقَيِّضْنَا لأعمال تَرْضَى بها عنّا ووَفِّقْنَا لعمل صالح تَهْدِينَا به إلى جنّات النّعيم وتُجِيرنا به من عذابك الأليم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات