ستنطلق مجموعة من الشركات والمزارع الجزائرية قريبا في استيراد “مواد جبنية وبذور حيوانية” من الولايات المتحدة الأمريكية لاستنساخ الأبقار الحلوب، في إطار نقل التكنولوجيا، استنادا على العلاقات الاقتصادية بين متعاملي البلدين في مجال الفلاحة وتربية الحيوانات، بدلا من استيراد الأبقار مباشرة، للتخفيف من فاتورة واردات مسحوق الحليب لتغطية الطلب المحلي.وأوضح رئيس مجموعة التفكير “فلاحة” أمين بن سمان أمس خلال ندوة صحفية، بأنه يمكن الاعتماد على هذه الطريقة العلمية لتحسين مستوى إنتاج حليب الأبقار بعد 3 أجيال من العملية، باعتبار أن البقرة الأمريكية تنتج حوالي 40 لترا من الحليب يوميا، في حين لا يتجاوز إنتاج البقرة المحلية في أحسن الظروف 20 لترا في اليوم.وشدد المتحدث بأن استعمال هذا الأسلوب يهدف إلى تحسين مردودية القطاع والأبقار المنتجة للحليب، من خلال اللجوء إلى المواد الجبنية المستوردة والمخزّنة، واستهلاك هذا النوع من الأبقار كلحوم حمراء لا يؤثر على الصحة العمومية، مشيرا إلى أن العملية تتم وفق الإجراءات القانونية وتحت إشراف أجهزة الرقابة والبياطرة المختصين، بالإضافة إلى المحافظة على المعيار “الحلال” المنصوص عليه في القانون الساري العمل به. وأكد بن سمان أن العلاقات الاقتصادية الجزائرية الأمريكية توجت بمهمة أعمال، ستقف من خلالها حوالي 25 شركة جزائرية عمومية وخاصة مختصة في مختلف فروع الفلاحة على التقنيات المتبعة من قبل الفلاحين بالولايات المتحدة الأمريكية. وأشار المتحدث إلى أن المهمة التي ستتم خلال الفترة الممتدة ما بين 3 إلى 14 فيفري الداخل، تهدف في المقام الأول إلى الاستفادة من الخبرة الأمريكية لتحسين مردودية القطاع الزراعي في الجزائر، فضلا عن إبرام اتفاقيات الشراكة بين متعاملي البلدين، وذكر على سبيل التبرير أن طبيعة الأراضي الزراعية الوطنية تشبه الأراضي الأمريكية، حيث قال إن 80% من الإقليم الجزائري عبارة عن أراض جافة أو شبه جافة أو صحراوية، غير أن الولايات المتحدة الأمريكية تمكنت، من خلال التقنيات العلمية المستعملة، من تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي والتوجه إلى تصدير كميات معتبرة من إنتاجها نحو الخارج.وذكر رئيس مجموعة التفكير “فلاحة” أن المهمة ستركز على مجموعة من الفروع الفلاحية ذات الأولوية، كما هو الشأن بالنسبة لفرع إنتاج الحليب، إنتاج البذور، تقنيات الري، والآليات والتجهيزات الفلاحية، مشيرا إلى التعاون الموجود حاليا بالنسبة لإنتاج جرارات تحمل العلامة الأمريكية في ولاية قسنطينة، وقال إنها الخطوة التي تندرج كذلك في إطار توجه الدولة نحو تطوير القدرات الفلاحية الوطنية، خاصة في هذه الظروف التي يميزها تراجع المداخيل الوطنية جراء انخفاض أسعار النفط عالميا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات