قوات الجنرال حفتر في مواجهة قوات المؤتمر الوطني

تتزايد مؤشرات المواجهة العسكرية في ليبيا بين قوات الجنرال المتقاعد حفتر والجماعات المسلحة الموالية للمؤتمر الليبي العام الذي يعتبر الجيش الشرعي في ليبيا على الرغم من عدم قدرته على فرض وجوده على أرض الواقع، ويسعى كلا الطرفين لكسب المعركة بالقوة العسكرية، وذلك ما يفسر سعي كل طرف لكسب ولاء المزيد من الجماعات المسلحة في ليبيا.ويبدو أن الجنرال المتقاعد يعتمد خطة تقوم على ضم أكبر قدر من الجماعات المسلحة النافذة وتتمثل الخطة في:1- استقطاب قوات الجيش الليبي الذي تعرض قرابة ألفي ضابط ليبي بمن فيهم اللواء حفتر نفسه للاحالة للتقاعد، وكذا اغتيال نحو 150 عسكري على أيدي مجهولين.2- التحالف مع قبائل شاركت في الثورة على غرار قبيلة الزنتان وكتائبها القعقاع والصواعق ومحمد مدني، ومع انفصاليي إقليم برقة.3- التحالف مع القبائل الكبرى التي ساندت العقيد معمر القذافي مثل الورفلة أكبر قبيلة ليبية، والمقارحة، والقذاذفة.4- السعي للحصول على الدعم اللوجيستي لدول الجوار وخاصة مصر، سواء بمدهم بالسلاح أو المؤن والمعلومات والرجال إن أمكن، مثلما دعمت مصر حكومة جنوب السودان ضد تمرد رياك مشار.5- السعي للحصول على الدعم المالي من دول إقليمية مثل السعودية والإمارات، ودعم دبلوماسي وعسكري من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وروسيا.لكن هذا المخطط يقابله امتلاك المؤتمر الوطني العام والدروع المدعمة له عدة نقاط قوة يصعب تجاوزها أهمها:1- الشرعية: فأغلبية الدول تعترف بسلطة المؤتمر الوطني العام لأنه جاء عن طريق صندوق الانتخابات.2- أكبر القبائل التي شاركت في الثورة تدعم شرعية المؤتمر الوطني العام وأهمها: مصراتة، والزاوية، والخمس، ونالوت، وصرمان...3- يحظى المؤتمر بدعم قيادة الأركان والدروع التابعة لها مثل قوات درع ليبيا المنطقة الوسطى، ودرع ليبيا المنطقة الغربية.4- دعم غرفة عمليات ثوار ليبيا في طرابلس، بالإضافة إلى كتائب ثورية قوية مثل كتيبة راف الله السحاتي واللواء 319 في بنغازي.5- دعم قوي من قطر وتركيا اللتين لا تريدان خسارة ليبيا كما خسرتا مصر.وفي ظل عدم وجود حل سياسي ينهي حالة الاحتكام للسلاح بين الطرفين المتقاتلين وسعي بعض الدول الإقليمية لتحريض طرف لاستئصال الطرف الآخر، فإن ليبيا لا محالة تتجه بخطى متسارعة نحو حرب أهلية طويلة الأمد في ظل توازن القوى.