38serv
إن أكثر ما يحطم الأمم ويكبح لجام تقدمها وتطورها، هو تتفيه طبقتها المتعلمة والمثقفة، وتهميش مادتها الرمادية القادرة على إيجاد الحلول للمشاكل المتراكمة مهما تعاظمت، وعلى التنبؤ بالكوارث وإسداء النصح للطبقة الحاكمة، والاستشارة المبنية على أسس علمية ومعطيات ميدانية، وقيادة المحكومين في الاتجاه الصحيح، وتجنيب المجتمع كل الهزات مهما كانت.. ولذلك تتعدد مخابر الاستشراف والبحث في الدول المحورية كألمانيا وبريطانيا وفرنسا، أو التي تبلور السياسة العالمية كروسيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين، أو تلك الواقعة في المناطق الحساسة كتركيا وإيران وغيرهما.. والجزائر خوّلتها الطبيعة والتاريخ والموقع الاستراتيجي أن تكون في طليعة الدول التي ستلعب دورا مهما في المنطقة وشمال إفريقيا مستقبلا. وإن لم تحسن الجزائر التعامل مع هذا الواقع، عن طريق تفعيل القدرات البشرية والمادة الرمادية الجزائرية -المهربة شرقا وغربا-، فإن هذه المؤهلات ستصبح وبالا وعاملا لعدم الاستقرار، وتكون لها نتائج سلبية على المدى البعيد..
أفرغت الجزائر منذ سنوات وخاصة مع الأزمة الأمنية وبعدها، من العقول المفكرة، وبدأ أهل الحل والربط والرأي يبتعدون كرها أو طوعا عن دوائر القرار، بعد أن أصبحت الأرضية ملغمة وأي تورط فيها هو مساس باسمهم ونضالاتهم ونزاهتهم ومكانتهم، مع زيادة جرعة العشائرية والجهوية حول الطبقة الحاكمة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات