الخريطة العسكرية للكتائب المسلحة في ليبيا

+ -

 إذا كانت ليبيا في زمن العقيد القذافي تتقاسمها 3 قبائل رئيسية (القذاذفة والمقارحة والورفلة) فإن السلطة في ليبيا ما بعد الثورة تتنازعها عدة كتائب مسلحة تابعة إما لتنظيمات قبلية أو سياسية أو فكرية حسب كل منطقة، وهي موزعة كالآتي1- طرابلس: عاصمة الدولة والغرب الليبي، وتهيمن عليها 3 ميليشيات رئيسية:غرفة عمليات ثوار ليبيا: وهي تجمع لعدد من الكتائب التي شاركت في الثورة ولها نفوذ كبير في طرابلس، وتتهم بأنها وراء اختطاف رئيس الوزراء السابق علي زيدان، وهي مقربة من الإسلاميين.كتائب الزنتان: قبيلة جبلية (الجبل الأخضر) تقع في الجنوب الغربي لطرابلس، ومن أشهر كتائبها القعقاع والصواعق، وساهمت في تحرير طرابلس وسيطرت على المطار، وقبضت على سيف الإسلام القذافي، وهي التي اقتحمت مقر البرلمان الليبي أول أمس، وهناك من يتهمها بأنها تتبع لمحمود جبريل رغم نفي هذا الأخير، وسبق لها دعم رئيس الحكومة السابق علي زيدان عند اختطافه، وهذه الكتائب متحالفة مع الجنرال المتقاعد خليفة حفتر.كتائب مصراتة: تعد من أقوى الكتائب في غرب ليبيا، وتتميز بأنها الأكثر انضباطا، ولعبت دورا أساسيا في انتصار الثورة من خلال صمودها لأشهر أمام الحصار والقصف، ومدينة مصراتة الساحلية لا تبعد سوى 190 كم شرق طرابلس، وساهمت كتائبها بفاعلية في دخول طرابلس وإسقاط نظام القذافي، وتدعم هذه الكتائب شرعية المؤتمر الوطني العام، كما أنها تساند ترشح أحمد معيتيق المنحدر من مصراته لرئاسة الحكومة.2- بنغازي: عاصمة الشرق الليبي، وتركيبتها القبلية أكثر تعقيدا، وأهم الفاعلين في شرق ليبيا هم:قوات الصاعقة: وهي قوات خاصة انشقت عن نظام القذافي وانحازت للثورة وتعدادها 3 آلاف مقاتل، أحد قادتها يسمى النايلي ويلقب بعفاريت، كان يفترض أن تكون نواة الجيش الليبي الجديد، لكنها اصطدمت بالكتائب الإسلامية وخاصة تنظيم أنصار الشريعة، وحتى تلك التابعة لقيادة الأركان، كما تتهم قوات الصاعقة بدعم قوات خليفة حفتر المتمردة رغم إعلانها الحياد.اللواء 319: ويسمى أيضا كتيبة شهداء 17 فبراير، من الكتائب القوية التي شاركت في الثورة الليبية، محسوبة على تنظيم الإخوان المسلمين، انضمت إلى قيادة الأركان الجيش الليبي، لكن خصومها يعتبرون أنها تخضع للجيش اسميا فقط، خاصة بعد رفضها الانسحاب من مقرها في بنغازي بطلب من قيادة الأركان، مشترطة انسحاب كافة الكتائب المسلحة من المدن دون استثناء.كتيبة رف الله سحاتي: من الكتائب القوية التي يقودها إسماعيل الصلابي شقيق الداعية والمؤرخ علي الصلابي عضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين والمقيم في قطر، وهي الأخرى محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، لذلك تعرضت لهجوم مفاجئ من قوات حفتر المحسوب على مصر والسعودية والإمارات، والذي سبق أن حظي بدعم المخابرات الأمريكية في محاولة انقلابية فاشلة ضد القذافي انطلاقا من تشاد.جماعة أنصار الشريعة: وتتركز أكثر في بنغازي ودرنة في الشرق الليبي، وتنتمي إلى السلفية الجهادية، صنفتها الولايات المتحدة الأمريكية كمنظمة إرهابية رغم نفيها انتماءها إلى تنظيم القاعدة، تمتلك عدة مؤسسات خيرية وعيادات طبية والعلاج بالرقية الشرعية، سبق أن دخلت في اشتباكات مسلحة مع قوات الصاعقة، واتهمت بتصفية أفراد من الجيش والشرطة الليبيين.جماعة تحكيم الدين: جماعة جهادية جديدة محسوبة على تنظيم القاعدة، تأسست حديثا، وتبنت التفجير الذي استهدف أحد مقرات قوات الصاعقة، وتتركز في بنغازي.إقليم برقة: وهو تنظيم ”انفصالي” يهدف إلى الحصول على الفيدرالية للمناطق الشرقية من ليبيا والتي تملك 60% من احتياطات النفط الليبية، ويتبع للمكتب السياسي لإقليم برقة حرس الموانئ النفطية الذين سيطروا على 4 موانئ نفطية وسط ليبيا، وتمكنوا من تقليص صادرات ليبيا النفطية إلى مستويات كادت أن تعلن طرابلس معها إفلاسها، وتتركز القوات التابعة للإقليم في حوض سرت وفي طبرق أقصى الشرق الليبي، كما تسيطر على آبار نفطية في الجنوب الغربي.قوات حفتر: وتطلق على نفسها ”الجيش الوطني” ويقودها الجنرال المتقاعد خليفة حفتر الذي يملك علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما قاد مجموعات مسلحة خلال الثورة على القذافي. في هجومه الأخير على بنغازي وطرابلس انحازت له عدة قطاعات عسكرية في الجيش الليبي خاصة من القوات الجوية، وانضم إليه إقليم برقة الانفصالي،وكذا قوات الصاعقة في بنغازي وكتائب القعقاع والصواعق في الزنتان وطرابلس، وشكلوا أشبه بتحالف عسكري ضد الكتائب الإسلامية سواء كانت محسوبة على الإخوان أو محسوبة على السلفية الجهادية.3- فزان: وهي الصحراء الليبية الجنوبية، وأهم مدنها الكفرة في الجنوب الشرقي وسبها وغات في الجنوب الغربي، وتضم مجموعات قبلية مسلحة صغيرة، وبحر من الرمال تتحرك فيه الجماعات المسلحة العابرة للحدود مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة الموقعون بالدم، ومافيا التهريب:قبائل التبو: وهم من الزنوج الذين تعود أصولهم إلى تشاد ويتهمون الحكومة المركزية بتهميشهم، وفيهم من نادى بالانفصال بسبب ما اعتبروه تهميشا لهويتهم وتمييزا ضدهم عن بقية الليبيين، ويتمركزون في الجنوب الغربي على الحدود مع تشاد.الطوارق: تعد مدينة غات على الحدود مع الجزائر معقلهم الرئيسي، وساند الطوارق القذافي خلال الثورة.القبائل العربية: مثل أولاد سليمان الذين خاضوا معارك مسلحة ضد التبو لأسباب قبلية.قبيلة القذاذفة: وتتمركز في سبها في الجنوب الغربي، وتضم أنصار العقيد المقتول معمر القذافي، ومنها انطلقت بعض العمليات المسلحة ضد الحكومة المركزية بعد سقوط القذافي لكن تم إخمادها مرارا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: