استلمت السلطات الفرنسية جثمان الرعية الفرنسي هيرفي غوردال، أمس، بعد أربعة أشهر من إعلان جماعة جند الخلافة الموالية لـ”داعش” اغتياله، ووجهت الخارجية الفرنسية الشكر للسلطات الجزائرية على الجهد الذي بذلته في العثور على الجثة. وتكون الجزائر بذلك، قد أنهت ملف الرهينة الفرنسي المغتال، فيما تبقى إمكانية تعويض عائلته واردة.قال وزير الخارجية الفرنسية، لوران فابيوس، في تصريح مكتوب له، أمس، إن “فرنسا تشكر السلطات الجزائرية التي تمكنت من العثور على جثمان مواطننا وتحديد هويته بدقة، وهذا بالتعاون الوطيد مع المصالح الفرنسية المختصة”. وأضاف فابيوس أن “فرنسا تحيي التعاون الممتاز مع السلطات الجزائرية منذ اغتيال هيرفي غوردال الذي أحزن الأمة برمتها”. من جانبه، أوضح السفير الفرنسي، برنارد إيميي، أمام جثمان غوردال، أثناء كلمة تأبينه، في قاعة التشريفات بمطار هواري بومدين، إنه “يشكر السلطات الجزائرية إثر التعبئة القصوى التي أظهرتها، والتي انتهت بتحييد العديد من عناصر جماعة جند الخلافة والعثور على جثة مواطننا”.ونوه السفير الفرنسي، بحضور مدير التشريفات بوزارة الخارجية ومسؤولين سامين، بالتعاون “الممتاز” بين السلطات القضائية الجزائرية والفرنسية حول هذا الملف. وأضاف أن “الجميع يشارك عائلة غوردال وزوجته ومقربيه ألم فراقه، ويشاركون أيضا كافة ضحايا الإرهاب الذي أظهر الشعب الفرنسي أمامه وحدته خلال المسيرة الكبرى في 11 جانفي، مع دعم وتضامن أصدقائنا وشركائنا الذين من بينهم الجزائر”.وشدد السفير، في السياق ذاته، على أن “فرنسا مصممة بالتنسيق الوثيق مع شركائها وخاصة الجزائر، وفي ظل روح الثقة والتعاون، على استكمال مكافحتها الصارمة ضد الإرهاب. ومن الجانب القضائي، يتواصل في الجزائر التحقيق في ملابسات اغتيال الرهينة الفرنسي، مع 15 عنصرا يشتبه في تورطهم في عملية الاختطاف والقتل، في حين تم الإعلان عن مقتل 6 عناصر من جماعة جند الخلافة التي يرجح أن يكون عدد أعضائها 21 عنصرا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.وكانت قوات الجيش قد أعلنت عن القضاء على عبد المالك قوري، أمير جماعة جند الخلافة، الذي تبنى عملية الاختطاف والاغتيال، إثر كمين نصبته الشهر الماضي بمنطقة يسر في بومرداس، فيما أعلن عن العثور على مكان جثة غوردال قبل أسبوعين بمنطقة تابونشت بتيزي وزو، وتم تأكيد التعرف على هوية الجثة بعد إجراء تحاليل الحامض النووي. وفور الإعلان عن اختطاف غوردال في 21 سبتمبر الماضي، جندت قوات الجيش إمكانيات كبيرة قوامها 3000 عنصر انتشروا في المنطقة للبحث عنه.غشير: قضية غوردال واضحة بالنسبة للفرنسيين عكس تيبحيرينوعن رأيه في القضية، أوضح المحامي والناشط الحقوقي، بوجمعة غشير، أن الجزائر بتسليمها جثة الرعية الفرنسي المغتال، هيرفي غوردال، تكون قد أغلقت الملف مع السلطات الفرنسية، خاصة بعد تيقن الجانبين من أن عملية اغتياله تقف وراءها مجموعة إرهابية. ولم يبق وفق غشير سوى استكمال التحقيقات القضائية مع العناصر المشتبه بهم ممن تم القبض عليهم في إطار الجريمة المرتكبة للحصول على تفاصيل إضافية حول ما جرى.وبحسب غشير، فإن مسؤولية الجزائر تبقى قائمة في قضية غوردال من الناحية المعنوية، إذ يمكن لعائلة الضحية أن تطلب تعويضات، وباستطاعة السلطات الجزائرية الاستجابة لذلك في إطار قانون تعويض ضحايا الإرهاب. وقال غشير إن ذلك يمكن أن يتم بشكل ودي دون اللجوء إلى القضاء. ويرى غشير أن اقتناع السلطات القضائية الفرنسية بوقوف مجموعة إرهابية وراء عملية غوردال هو الذي سرّع بإنهاء الملف، عكس قضية تيبحيرين التي لم تغلق رغم مرور 19 سنة، بسبب إصرار الجانب الفرنسي وعائلات الرهبان على التشكيك في الرواية الرسمية التي تؤكد اغتيالهم من قبل مجموعة إرهابية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات