موسى عليه السّلام في القرآن

+ -

 لمّا رجعت الفتاتان سراعًا بالغنم إلى أبيهما، أنكر حالهما ومجيئهما سريعًا على غير المألوف من عادتهما، فسألهما عن خبرهما، فقصّتا عليه خبر موسى عليه السّلام، وأخبرتاه أنّه رجل قوي وأمين. فسألهما أبوهما: وكيف علمتما بذلك؟ فأجابته إحداهما: إنّه رفع الصّخرة الّتي لا يطيق حملها إلّا عشرة رجال، وإنّه لمّا جئتُ معه تقدّمت أمامه، فقال لي: كوني من ورائي، فإذا اجتنبتُ الطّريق، فاقذفي لي بحصاة، أعلم بها كيف الطّريق، فأهتدي إليه. فبعث إحداهما إلى موسى لتدعوه إلى مقابلته، فجاءته إحداهما وهي تمشي على استحياء، وأخبرته أنّ أباها متشوّف لرؤيته والتعرّف عليه، ومكافأته على فعله. فلاقت الدّعوى قبولاً لدى موسى عليه السّلام، فذهب معها للقاء والدها، ولمّا وصل إلى بيت العجوز والتقى به، وقصّ عليه ما كان من أمره وقتله القبطي، وخروجه من مصر، قال له الشيخ: لا تَخف، فأنتَ في مأمن وحرز من أن ينال منك أحد.

ثمّ إنّ الفتاة طلبت من أبيها أن يَستأجر موسى عليه السّلام، وعلّلت طلبها بقوّته وأمانته، وأخبرت والدها بأنّ في استئجاره كفاية لهم من تعب الرّعي، ومشقّة السّقي، فاستجاب الشّيخ لاقتراح ابنته، ثمّ استدعى موسى وأخبره أنّه راغب في مصاهرته، وتزويجه أيّ الفتاتين يرغَب، وشرط عليه العمل عنده مدّة ثمانية أعوام، وأنّه سيعامله المعاملة الّتي تليق بمكانته، وإن رغب في إتمامها إلى عشر، فذلك فضل منه وكرم. وأبدى موسى موافقته على هذا العرض النّبيل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات