في الوقت الذي يتم فيه استبعاد تنظيم أي لقاء لدول منظمة ”أوبك” وعدم تغيير السياسات المتبعة من قبل العربية السعودية، يعرف سعر النفط تقلبات جديدة، حيث تراجع سعر مؤشر برنت بحر الشمال إلى حدود 47.9 دولارا للبرميل. ويتسم سعر النفط لتسليمات شهر مارس بالكثير من الفوارق والهوامش، فبعد أن ارتفع إلى حدود 49 دولارا للبرميل بالنسبة لبرنت بحر الشمال و45.9 دولارا للبرميل بالنسبة لمؤشر بورصة نيويورك ”ويست تكساس أنترميديات”، عادت الأسعار إلى الانخفاض مجددا، فاقدة بالنسبة لبرنت بحر الشمال حوالي 1.2 في المائة من قيمتها، ويتضح من خلال هذه الفوارق الاضطراب الذي لا يزال السمة البارزة بالنسبة لسوق البترول، خاصة مع بروز مؤشرات سياسية جديدة يمكن أن تؤثر على بلدان منطقة الأورو، ويتعلق الأمر بالانتخابات التشريعية في اليونان وصعود الأحزاب المحافظة التي تناهض السياسات التقشفية المعتمدة من قبل أثينا بمعية الاتحاد الأوروبي.وتفيد مختلف التوقعات إلى أن أسعار النفط ستظل خلال السداسي الأول في مستوى متدني، بل إن إسقاطات الأسواق الآجلة تبيّن بأن معدلات أسعار النفط خلال السنة الحالية لا تتعدى 65 دولارا، مع فوارق وهوامش بسيطة، وهي في المحصلة تكشف عن توجّهات متشائمة بشأن تطور الطلب العالمي خلال السنة الحالية والذي يعرف نموا بطيئا وإن كان إيجابيا بحدود 1.2 إلى 1.3 مليون برميل يوميا، إلا أن الفائض المسجل في العرض يجعل من الطلب ضعيفا، حيث تقوم معظم البلدان برفع قدرات إنتاجها، بما في ذلك أبرز الدول الفاعلة، العربية السعودية، روسيا والولايات المتحدة والتي تنتج مجتمعة أكثر من 27 مليون برميل يوميا، ولا يقتصر الأمر على هذه البلدان فحسب، بل إن بلدان مثل العراق وفنزويلا وإيران أيضا، سجلت ارتفاعا في إنتاجها النفطي خلال شهر ديسمبر 2014، وهو ما يجعل فائض العرض معتبرا في السوق النفطي حاليا، حيث يقدّر الخبراء الفائض المسجل لدى ”أوبك” والدول خارج المنظمة بحوالي 2.5 مليون برميل يوميا، هذا العامل، إضافة إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي يجعل الأسعار تبقى في مستويات منخفضة إلى حين توضيح الرؤية، كما أنه يدفع إلى المزيد من المضاربة في الأسواق الآجلة وبالتالي يجعل الأسعار تنخفض كثيرا وتعود أحيانا إلى الارتفاع لتنخفض مجددا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات