“فيروس الزكام هذه السنة أكثر خطورة من الأعوام السابقة”

+ -

 في حديث معه عن خطورة فيروس الزكام الموسمي لهذه السنة، والذي تسبّب في عدة وفيات مؤخرا، أكد الدكتور فوزي درّار، مسؤول المخبر المرجعي للأنفلونزا الموسمية بمعهد باستور، أن فيروس هذه السنة أخطر من فيروسات السنوات السابقة، ومن شأن التلقيح  ضده أن يقي من مضاعفات خطيرة.لاحظنا انتشارا مخيفا للزكام ونجم عنه وفيات مؤخرا، كيف تقيّمون الوضع؟ علينا أن نعلم أنه خلافا للسنوات الماضية بدأت فيروسات الأنفلونزا الموسمية لسنة 2014ـ 2015 في التفشي مبكرا، وسجل ذلك في أواخر شهر سبتمبر وبدايات أكتوبر، مع وجود نوع من بعض سلالات الأنفلونزا “ب” ، حيث سجلنا أنها كانت الأكثر تفشيا بالجزائر في الثلاثي الأخير لسنة 2014، وموازاة مع ذلك، تم تسجيل انخفاض محسوس في درجات الحرارة، مما جعل حدة الأنفلونزا في منحى تصاعدي، لتزداد حدتها منذ أواخر شهر ديسمبر، وحاليا تشهد الجزائر المرحلة القصوى لانتشار فيروس الزكام الموسمي الذي تسببت حدته في حالات وفيات على مستوى الوطن.وما هي الاحتياطات الواجب اتباعها في مثل هذه الحالات؟الإجراء الوحيد والفعّال هو التلقيح ضد الزكام، وهنا أفتح القوس لأقول إن كل لقاح موسمي يحوي عدة أنواع من الفيروسات المضعفة أو الميتة ومنها فيروسي سلالة “أش1 أن1”، و«أش3 أن2” الموسميين. ونحن حاليا في أوج ارتفاع حدة الزكام، وهي الفترة التي ستدوم ثلاثة أسابيع وربما أكثر، حيث تستمر إلى غاية أواخر شهر فيفري المقبل، إذ يبقى خلالها مستوى انتشار الأنفلونزا عاليا وبنفس الحدة. وفي ظل الوتيرة العالية التي بلغتها حدة الفيروس، الذي يمكن اعتباره الأكثر خطورة من فيروسات السنوات الماضية، أنصح الأشخاص الذين يشكّل لديهم الزكام خطرا صحيا، وخاصة المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة، أن يسارعوا حاليا لتلقيح أنفسهم لأنه من شأن مضاعفاته أن تكون قاتلة، مع التوضيح أن نسبة فعالية اللقاح تقدّر بـ 70 بالمائة وليست 100 بالمائة، وبالتالي من شأن هؤلاء أن يتعرضوا لنوبات زكام لكن خفيفة وليست حادة.وماذا عن النساء الحوامل؟طبعا هن معنيات بصفة مباشرة، وأذكر في هذا المجال أننا سجلنا في 2009 عددا كبيرا من الوفيات بين النساء الحوامل بسبب مضاعفات الزكام وعبر مختلف دول العالم، مما جعل المنظمة العالمية للصحة تحث سنة 2010 على وجوب تلقيح كل امرأة حامل حتى تحمي نفسها وتحمي جنينها كذلك، خاصة وأن هذا الأخير لا يمكنه أن يخضع للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية إلا بعد بلوغه 6 أشهر، وبالتالي يبقى قبل تلك المدة دون حماية في حال عدم خضوع الأم للتلقيح، علما أن عدوى الزكام تنتقل من الأم للجنين بصفة خاصة خلال الثلاثي الثاني للحمل.يتحدث البعض عن عودة أنفلونزا الخنازير، فما مدى صحة ذلك؟في 2009 لما ظهر فيروس “أش 1 أن 1 “ كان هناك نقاش حوله وإمكانية علاقته بأنفلونزا الخنازير حينها، لكن بعد إجراء عدد كبير من الدراسات العلمية، تبيّن أن ذات الفيروس يحمل نفس خصائص فيروس الأنفلونزا الموسمية، وبالتالي فهو فيروس موسمي، علاوة على كونه إنساني ولا علاقة له بالحيوان، وبالتالي أود أن أطمئن الجزائريين بأن الوفيات التي سجلت كانت بسبب المضاعفات الخطيرة للأنفلونزا الموسمية ولا علاقة لها بأنفلونزا الخنازير.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: