تصاعد التوتّر بين الأرثوذكس والمسلمين في روسيا

+ -

رأت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية أنّ قضية المسلمين في روسيا لا تتعلّق بمناوشات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما يخصّ علماء الدّين الإسلامي، ولكن تتعلّق بتصاعد التوتّر بين اثنتين من أكبر الطّوائف الدّينية في البلاد.وأوضحت المجلة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، يوم الجمعة الفائت، بأنّ أحد مصادر الصّراع يكمن في بناء دور العبادة؛ فمن موسكو إلى غرب مدينة قازان، أبدى الروس غير المسلمين استياءهم ممّا يعتبرونه توسّعًا في بناء دور العبادة الإسلامية، في الوقت الّذي توسّعت الكنيسة الأرثوذكسية بشكل سريع وقوي وبدعم كامل من الدولة الروسية.ورصدت، في هذا السياق، إعلان البطريركية الأرثوذكسية مؤخّرًا عن خطط لبناء المئات من الكنائس، في حين تمّ حظر بناء مساجد جديدة على الرّغم من تزايد تعداد السكان المسلمين في المدينة.وتابعت المجلة وفقًا لصحيفة “المصريون” بأنّ المصدر الآخر للتوتّر يكمن في تزايد انتشار الاحتفال بالمهرجانات الدّينية الإسلامية في الهّواء الطلق، مثل عطلة عيد الأضحى، عندما يتدفّق جموع المسلمين في روسيا إلى الشّوارع ويشرعون في الذّبح علنًا، والطبخ، وأكل الحملان.. وفي موسكو، يرجع احتفال المسلمون بهذه المهرجانات في الهواء الطلق إلى النّقص في المساجد ودور العبادة الخاصة، الأمر الّذي يؤدّي إلى اندلاع الغضب بين السكان غير المسلمين، وأيضًا واجه مسلمو موسكو صعوبة في ممارسة حقوقهم السياسية في الأماكن العامة.كما رصدت المجلة رفض السلطات في موسكو طلبًا من قادة المجتمع المسلم بشأن تنظيم مسيرة احتجاجية على كراهية الإسلام ومضايقة المسلمين. ورأت المجلة أنّه في الوقت نفسه لاتزال جهود الدولة الروسية مستمرة في تفضيل الكنيسة الأرثوذكسية بهدف إزعاج الزعماء الإسلاميين، فعلَى سبيل المثال، تمّ بالفعل إجراء محاولة في مجلس الدوما - مجلس النواب في البرلمان الروسى- لإدخال النص الدستوري والّذي يعلن الأرثوذكسية الروسية الدّين الرسمي للدولة، والّتي هي بالفعل. وفي قازان، هناك شواهد على الاضطرابات العامة، حيث شهدت المدينة في الآونة الأخيرة سلسلة من المناوشات بين الشبان المسلمين والأرثوذكس، ولم يتناول الإعلام الرسمي في روسيا نشر هذا النوع من الأحداث، ولكن يمكن للمرء أن يجد تقارير هذه الحلقات على الإنترنت.واختتمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أنّه بغضّ النّظر عن مناوشات بوتين مع علماء الدّين الإسلامي، سيكون على المسلمين في روسيا في نهاية المطاف تحديد مستقبلهم، وسيبقى دائمًا موقف القادة الروس منهم يتصف بالغموض.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: