“لاغوس تحاول استغلال قضية المختطفات للتخلص نهائيا من بوكو حرام”

+ -

تشهد العاصمة الفرنسية باريس السبت القادم اجتماعا لعدد من القادة الأفارقة والأوروبيين لمواجهة خطر جماعة “بوكو حرام”، هل تعتقدون أن التنظيم المسلح والمتطرف بات يشكل تهديدا حقيقيا؟ التنظيم المتطرف أثبت أنه خطر ليس فقط على نيجيريا وإنما على الدول الإفريقية المجاورة، والمبادرة التي قامت بها فرنسا دليل على تزايد المخاوف، المثير أن الجماعة موجودة في نيجيريا منذ أكثر من عقد من الزمن، وقامت بفظائع مريعة ليس في حق مسيحيي نيجيريا فقط بل حتى المسلمين، دون أن يتحرك المجتمع الدولي، اليوم مع اختطاف أكثر 200 طالبة أُعيد تسليط الأضواء على هذه الجماعة، وقد تكون فرصة لإيجاد نوع من التنسيق الدولي لوضع حد لوحشيتها.كيف تفسرون رفض السلطات النيجيرية التفاوض ومقايضة سجناء من “بوكو حرام” مقابل المختطفات؟لا بد أن نعي أن نيجيريا ثاني قوة اقتصادية في القارة الإفريقية، ولطالما سعت السلطات النيجيرية إلى الزعم بأنها قادرة على السيطرة على هذه الجماعة وغيرها من الجماعات المتطرفة خشية تأثير صورة عدم الاستقرار أو غياب الأمن على النمو الاقتصادي، لكن اليوم يبدو أن الأوضاع تغيرت، باعتبار أن جماعة “بوكو حرام” المتطرفة باتت تسعى إلى التوسع، وهناك من المراقبين من يخشى أن تكون لها امتدادات في الدول الإفريقية المجاورة مثل الكاميرون، تشاد، النيجر وغيرها، لذلك فالمشكلة لم تصبح مقتصرة على نيجيريا بل تحولت إلى مشكلة إقليمية قد تتطور لتهديد المصالح الغربية في هذه المناطق، من هذا المنطلق قررت فرنسا الدخول على الخط، مع العلم أن مجال نفوذها في إفريقيا كان مقتصرا على الدول الفرانكفونية، غير أن مباركة المجتمع الدولي لتدخلها شمال مالي شجعها لتعرض خدماتها على نيجيريا التي رحبت بهذه المساعدة، والجدير بالذكر أن السلطات النيجيرية وجدت في اهتمام العواصم الغربية بقضية اختطاف الطالبات فرصة للضغط على جماعة بوكو حرام ومحاولة التخلص منها نهائيا، مستغلة في ذلك المساعدة الغربية، ما يفسر رفض مبدأ التفاوض.لو عدنا إلى الجماعة، هناك من يعتقد أنها جاءت لتدافع عن مصالح المسلمين في نيجيريا من الاضطهاد الذي يتعرضون له من طرف المسيحيين.. هذا كلام غير صحيح، الجماعة أول ما ظهرت في مناطق مسلمة وكانت تسعى إلى تطبيق إسلام متطرف، وأول ضحايا الجماعة كانوا من المسلمين الذين لا يطبقون تعاليم الدين وفق هذا الطرح، ما يجهله الكثيرون أن الجماعة موجودة منذ سنة 1995 في نيجيريا، وكانت على غرار جماعة طالبان في أفغانستان عبارة عن مدارس قرآنية يُشرف عليها أئمة همهم الوحيد رفض المدرسة العلمانية وتكريس التعليم الإسلامي، وكانت التسمية آنذاك “جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد”، وهو ما يفسر تسمية “بوكو حرام” والتي تعني “الكتاب - في إشارة إلى التعليم الغربي- حرام”، غير أنه مع الوقت بدأت تظهر تيارات أكثر تطرفا تسعى لفرض نموذج متشدد بالقوة، كان ذلك تحت قيادة الزعيم الأول للجماعة محمد يوسف الذي تم إعدامه من طرف السلطات النيجيرية سنة 2002، ليصبح معروفا باسم “الشهيد” الواجب الانتقام له، وهو ما يقوم به الزعيم الحالي للجماعة أبوبكر شيكو الذي تمادى في أعمال العنف على الرغم من كونه أقل فهما في السياسة والدين، إذ يسعى إلى الإبقاء على الجماعة من خلال استقطاب أبناء الفقراء والساخطين على السلطات النيجيرية التي كرست الفساد وأهملت المناطق الشمالية والجنوبية من البلاد حيث تفشى الفقر.العارفون بالجماعة يؤكدون أنها بعيدة عن تعاليم الدين الإسلامي، ببساطة لأن قادتها الحاليون يؤمنون بالطقوس والشعوذات الإفريقية القديمة ويسعون لفرض سيطرتهم بالقوة والمال، وهذا ما تخشاه العواصم الغربية، تشكيل أي تحالفات مع الجماعات الإجرامية والإرهابية في الدول الإفريقية المجاورة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: