تحوّلت أقسام عديد الثانويات والمتوسطات التي تشهد هذه الأيام إجراء الامتحانات البيضاء، إلى مزارات لكثير ممن يمارسون الرقية. وقال مواطنون التقتهم “الخبر” أنهم لجأوا إلى شيوخ الرقية تلبية لرغبات أبنائهم وبمبادرة منهم لتوفير الظروف النفسية الملائمة لأبنائهم الذين يعانون من الإرهاق والضغط والخوف من أي انتكاسة يوم الامتحان.يقول والد تلميذة مقبلة على الامتحان، أنه تمكّن من إقناع مديرة الثانوية بجلب شيخ راق ليرقي القسم الذي تمتحن فيه ابنته، مؤكدا لها بأن ذلك سيكون فأل خير وتحقق بموجبه الثانوية أكبر نسبة نجاح. وفي هذا الصدد، شهدت عدد من ثانويات العاصمة حركة غير عادية قبل الامتحان، حسبما أكدته مصادر من هذه المؤسسات، حيث لجأ آباء الكثير من التلاميذ إلى طرق مختلفة، معتقدين أنها ستكون فأل خير على سير امتحانات أبنائهم، فمنهم من استعانوا برقاة لتحقيق أغراضهم والتنسيق مع مدراء مؤسسات تربوية لجلب أولئك الرقاة داخل المؤسسات، حتى يتلون آيات قرآنية ويرقون الحجرات والأقسام التي ستأوي الامتحانات، معتقدين أن ذلك من شأنه أن يسهّل الأمور على أبنائهم، متعمّدين في ذلك إقناع مديري المؤسسات بالسماح بدخول الرقاة إلى المؤسسات التربوية، مؤكدين لهم بأن ذلك سيعود بالخير على المؤسسة ككل، ويضمن لها تحقيق نسبة نجاح كبيرة. كما أن من العائلات من عمدت لإجراء الرقية بالمنزل غداة الامتحان، وزوّد الأبناء أبناءهم بمياه تلك الرقية، منها ما شربوه ومنها ما اصطحبوه معهم لرشّ طاولاتهم ومقاعدهم، عملا بنصائح الشيخ الراقي. ومما وقفنا عليه ونحن نجري استطلاعنا حول هذا الموضوع، لجوء عدد كبير من التلاميذ إلى دهن الأقلام التي سيعتمدون عليها في الكتابة أثناء الامتحان بمياه الرقية التي خضعوا لها بمنازلهم قبل الامتحان، ومن بين هؤلاء “راضية” التي قالت أن والدها قصد غداة الامتحان بيت أحد الرقاة بالحي الشعبي الذي تقطنه، حاملا معه عبوة مياه معدنية قرأ عليها آيات قرآنية موصيا أن تشرب منها قبل خلودها للنوم غداة الامتحان وصبيحته، مع دهن الأقلام والأدوات التي ستستعملها، مثل المسطرة وقلم الرصاص وغيرهما بمياه الرقية، وهو ما قامت به متبرّكة بذلك، معتقدة تمام الاعتقاد بفعاليته. ومما لجأ إليه عدد من تلاميذ الثانويات أثناء الامتحان الأبيض للبكالوريا تزوّدهم بقصاصات أوراق صغيرة كتبت عليها أدعية وآيات قرآنية، ظنا منهم أنها ستساعدهم على التركيز وتسهّل لهم الامتحان، مثلما أكدته مجموعة من التلاميذ الذين التقيناهم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات