ثورات الربيع العربي فعل إعلامي لإعادة إنتاج الاستعمار

+ -

 قال الباحث في علم الاجتماع الدكتور فاتح دبيش، من جامعة ڤالمة، إن المشاكل الثلاث التي أفرزها الاستعمار والمتعلقة بالحدود، العرق وإثارة النعرات، ساهمت في خلق حالة ”لاتجانس” ديني، قامت على أساسه ثورات الربيع العربي، التي هي فعل إعلامي لإعادة إنتاج الاستعمار. وقال دبيش، خلال أشغال الملتقى الرابع حول الإبادة الاستعمارية في إفريقيا والمنطقة المغاربية، الذي نظمته جمعية النداء المغاربي، بالتنسيق مع متحف المجاهد، أن جذور هذه المشاكل تعود لفترة الاستعمار، حيث عملت فرنسا على تشتيت المواطن الجزائري. وقدّم الدكتور دبيش مثالا عن ذلك مأساة الجالية الجزائرية التي ”هُجّرت” عنوة إلى جزيرة ”كاليدونيا الجديدة”، والتي تعاني اليوم حالة انفصال تام عن الوطن الأم. وقال دبيش أن هدف فرنسا من اعتماد سياسة تشتيت القبائل، هو جعلها تتفاعل في بيئاتها الجديدة، مما خلق عدة مشاكل، منها المشكل العرقي الذي تماهى في كل أصقاع العالم نتيجة التشتّت، ومن ورائه تم إثارة المشكل الثالث الذي يخص النعرات، وأفضى كل هذا في كثير من البلدان العربية إلى خلق حالة من ”اللاتجانس” المذهبي. كما أثارت فرنسا والاستعمار عموما الذي ضرب بقوة المنطقة العربية، مشكل الحدود بين الدول التي رسمتها اتفاقية ”سايكس بيكو”. وقال الدكتور دبيش، على الأقل المغرب العربي يسود فيه المذهب المالكي، وهذا ما جعل التفاعل يتم، حسبه، دون عوائق حدودية أو عرقية أو دينية، عكس دول المشرق التي تعاني من صراع بين الوحدات المختلفة، وهذا ما جعل ثورات الربيع العربي في غالبها تقوم على أساس الصراع الديني، وقال الدكتور أن ثورات الربيع العربي هذه ما هي إلا فعل إعلامي مقنّن لإعادة إنتاج الاستعمار ”التقليدي” في شكل آخر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: