كشف رئيس اللجنة المتعددة المهن للحليب محمود بن شقور أمس، أن الجزائر تعاني من عجز في إنتاج الحليب الطازج يفوق 3 أضعاف الإنتاج المحلي، حيث يصل العجز إلى 2.8 مليار لتر، وقال إن الإنتاج الحالي يقدر بـ800 مليون لتر، بينما تصل الحاجيات الوطنية إلى 3.6 مليار لتر. وبرّر المتحدث ضعف الإنتاج الوطني من الحليب الطازج بالطريقة التقليدية التي يعتمد عليها مربو أبقار الحليب، إذ تعتبر في مجاملها مشاريع عائلية تتراوح عدد الأبقار فيها من 2 إلى 8 ولا يمكنها المشاركة في تأمين الحاجيات الوطنية من الحليب بالشكل المناسب، مشيرا إلى أن المشاريع الفعالة لإنتاج الحليب الطازج تستلزم من 50 إلى 200 بقرة على الأقل.وأشار بن شقور على هامش الندوة المنظمة من طرف مجموعة التفكير ”فلاحة” تحضيرا لانطلاق المعرض الدولي لإنتاج العتاد الفلاحي والصناعات الغذائية، إلى إشكالية أخرى تعرقل تطوير فرع إنتاج الحليب الطازج، حيث قال إن قطيع أبقار الحليب الذي يصل إلى 300 ألف رأس يعاني في مجمله من سوء التغذية جراء التقلص المستمر للأراضي الرعوية، الأمر الذي يهدد تربية هذا النوع من الأبقار وتحويلها إلى فرع إنتاج اللحوم.ومن الناحية المقابلة، أضاف المتحدث أن دعم الدولة لأسعار الحليب المصنع من الغبرة المستوردة يعرقل تسويق الحليب الطازج المحلي، الأمر الذي عبّر عنه بـ ”المنافسة غير العادلة”، بالنظر إلى الفرق الكبير بين السعر المدعم والأسعار المطبقة على الحليب الطازج الذي يجد صعوبة في تسويقه بـ50 دينار، على الرغم من أن تطبيق هذا السعر يجعل المنتج يخسر حوالي 10 دينار في اللتر، مشيرا إلى ضرورة إيجاد آليات بديلة لدعم الحليب المصنع من الغبرة المستوردة كمادة أولية، للحفاظ وتطوير ف<<رع الحليب الطازج دون المساس بالقدرة الشرائية للفئات المحدودة الدخل من المواطنين.ومن جهته، قال رئيس مجموعة التفكير ”فلاحة” أمين بن سمان إن الجزائر من بين أكبر الدول استيرادا لبودرة الحليب على المستوى العالمي، ما يجعل الحكومة تدعم بطريقة غير مباشرة الفلاحين الأجانب، بينما يفترض أن توجه آليات الدعم إلى تطوير الإنتاج الوطني وتحسين المردودية قصد تحقيق الاكتفاء الذاتي والتخلص من التبعية الغذائية للخارج. وأشار المتحدث إلى ضرورة حماية الإنتاج الوطني والفروع الفلاحية الخاصة بالجزائر، على غرار تمور ”دڤلة نور” وإنتاج زيت الزيتون، من خلال الاعتماد على استراتيجية فلاحية شاملة تضم كل الفاعلين في القطاعين العام والخاص، مضيفا أن فعاليات الصالون الذي سينطلق الخميس المقبل بمشاركة 540 عارض من 27 دولة سيشكل فرصة لتقريب الرؤى بين الفاعلين والمهنيين والخبراء.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات