+ -

 وأنا أراقب مشهد تنحية وزيرة الثقافة خليدة تومي، أتساءل: “هل رحلت أم استسلمت أم كوفئت؟”. صحيح إنه الحدث الأبرز في قائمة التعديل الحكومي الجديد، لكن الخبر لم يكتمل لغياب الأسباب، فالمفاجأة التي جاءت بأمر من النظام “المقعد” قد تعتبر مكافأة وليس تنحية بالمفهوم السياسي، فمن الطبيعي أن تجد تومي نفسها وزيرة سابقة، بعد 12 سنة من إدارتها لوزارة الثقافة، وهو ما جعل من خبر تنحيتها “هشا” رغم تباشير الفرح التي ارتسمت على ملامح المشهد الثقافي،،فالوزيرة “الفلكلورية” تخرج اليوم “مثل الشعرة من العجين” من الفضائح المالية الكبيرة التي عششت داخل دار وزارة الثقافة، بعد أن تعدت ميزانيتها 561,3 مليون دولار، وفتحت الأبواب لـ 173 مهرجانا.فخبر تنحية خليدة تومي وباقي الوزراء لن يكتمل دون محاسبة على الفساد المالي الذي حاصر مشاريع التهيئة وترميم المؤسسات الثقافية، تحديدا قاعات السينما، بعد أن كرست تومي للرداءة وحطت من قيمة المثقف وجعلته “خبزيست” التظاهرات.. لهذا فالخبر لم يكتمل ونحن نعلم أن تومي سعت إلى تعميق الفجوة بين المثقف الفرانكوفوني والمعرب، وخدمت لوبيات الفساد والرشوة والسرقات الأدبية..لذا فالخبر لم يكتمل وتومي تخرج دون محاسبة على مشروع مكتبة لكل بلدية الذي لا يزال مجرد حبر على ورق، فيما ظلت تصريحات تومي تتشدق بنجاحها في تطوير وتنمية القراءة. والخبر لم يكتمل ونحن نعلم كيف أن تومي ظلت تتعامل مع سكان الجنوب بعقلية الفلكلور، حيث أرادت تحويلهم إلى “دمى راقصة”.. بينما لا تزال آليات الفساد الثقافي قائمة كالوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي التي عاثت فسادا في أموال الشعب.والخبر لم يكتمل ونحن نلاحظ كيف تقف الوزيرة الجديدة، نادية شيرابي، الحاصلة على شهادة دكتوراه من جامعة السوربون أمام مهمة مستحيلة لتحرير الحقل الثقافي من عقلية “الفلكلور” وتبديد المال العام التي كرست لها خليدة تومي طيلة عقد ونيف من الزمن. غير أن النظام عرف كيف يجعل من التعديل الحكومي حدثا مهما بعد رفض معظم الأحزاب المعارضة المشاركة في الحكومة، ليجد في تنحية تومي فرصة ذهبية للفت الأنظار.. ولكن دون محاسبة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات