+ -

 بعد نكتة “بوتفليقة يحكم برأسه وليس برجليه”، من إبداع عمارة بن يونس، أطلعتنا لويزة حنون على دعابة جديدة مفادها “بوتفليقة لا يمشي لكنه يفكّر ويتحدث ويطرح الأسئلة.. وقد أصبح أفضل بكثير مما كان عليه”. لقد نقلت المترشحة للرئاسيات الماضية، عن الرئيس أثناء لقاء معه بعد أداء اليمين الدستورية، دام 30 دقيقة، أنه مهتم بقضايا كثيرة جارية مثل استقلال القضاء والفصل بين السلطات.لو كان بوتفليقة حقيقة قادرا على الأخذ والرد مع شخص لمدة نصف ساعة، في مسائل هامة كالتي نقلتها لويزة، فلماذا لم يحدّث بوتفليقة الجزائريين بنفسه حول ما يشغله من هذه القضايا، في خطاب تنصيبه رئيسا لولاية رابعة؟ ما الذي منع بوتفليقة، منذ آخر خطاب في 8 ماي 2012، من التوجه إلى الجزائريين بصفة مباشرة ليشرح لهم تصوره للفصل بين السلطات واستقلال القضاء؟هل مكانة لويزة عند عبد العزيز أفضل من 8 ملايين جزائري “انتخبوه” في 17 أفريل الماضي لعهدة رابعة؟ وبما أن صحة الرئيس تحسنت، كما قالت لويزة، وبما أنه يتحدث ويطرح الأسئلة ويبذل مجهودا ذهنيا في التفاعل مع قضايا سياسية وإشكالات دستورية، لماذا لم يطرح عصارة هذا الجهد في خطابه الذي قرأ منه 69 كلمة فقط بينما كان يفترض أن يقرأه كاملا بكلماته الـ1250 ؟ثم لماذا خصص بوتفليقة للويزة لقاء، على هامش مراسم القسم الدستوري، بينما حضر الحفل قادة أحزاب آخرون يفترض أن يستقبلهم أيضا ولو على سبيل الشكر والعرفان على خوضهم الحملة الانتخابية بدلا عنه، مثل عمر غول وعمارة بن يونس وبلقاسم ساحلي وعبد القادر بن صالح وعمار سعداني، وغيرهم؟المنطق يقول إن بوتفليقة الذي عجز ذهنيا وبدنيا عن تلاوة خطاب يتألف من 11 صفحة، لا يستطيع أن “يدي ويجيب” في مسائل هامة كسير المؤسسات والفصل بين السلطات، ومشاكل الجزائريين، ولمدة 30 دقيقة. والسبب أن هذا الشخص مضروب في رأسه بجلطة، وعمره يتجاوز 77 سنة. والمنطق يقول إن شخصا في هذا العمر ومصاب بهذا المرض، يكون همّه الوحيد الخلود إلى الراحة والبحث عن السكينة لا أن يطلب لنفسه جهدا مضنيا تقتضيه رئاسة بلد يعج بالمشاكل !.إذن القصة التي سردتها علينا لويزة عن “بوتفليقة الذي يفكر ويطرح الأسئلة”، تحتمل إحدى فرضيتين. الأولى أن الرئيس يتصرف كالأنبياء فيتوجه إلى المواطنين بما يشغل اهتمامه عن طريق أتباعه، وفي هذه الحالة اختار لويزة لأنها كانت أفضل تابع وأهم حليف في الانتخابات الرئاسية الماضية. والفرضية الثانية أن لويزة لا تقول الحقيقة [email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات