استبعد تحليل سياسي صادر عن هيئة التفكير البريطانية، هنري جاكسون، أن يكون خيار الاستمرارية في الجزائر الذي تجسد بإعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، يمثل بالضرورة استقرار البلاد على المدى القريب. وأبرز المقال أن الغرب حريص على الاستقرار في الجزائر، مثلما أظهرته زيارة كاتب الدولة الأمريكي للخارجية الأخيرة.
حاول الباحث أوليفيي غيتا، مدير البحوث في هيئة التفكير البريطانية، هنري جاكسون، تفكيك إشكالية “مدى ضمان الاستقرار في الجزائر عبر خيار الاستمرارية”. وذكر أن العديد من الأسباب تجعل من هذه الفرضية غير قابل للتصديق، خاصة مع ارتفاع موجات العنف العرقية في البلاد، وحالة عدم الرضا عن الوضع العام التي تميز فئة الشباب، إلى جانب التهديدات الإرهابية التي مازالت قائمة. وقال الباحث في مقال منشور على المجلة الأمريكية “ويكلي ستاندرد”، أول أمس، إن الجزائر “تجنبت إلى الآن الربيع العربي، لكن إجراء انتخابات رئاسية بالطريقة السوفييتية في 17 أفريل يمكن أن يكون القشة التي تقصم ظهر البعير”، وأشار إلى أن “اندلاع اضطرابات عفوية إلى جانب المسألة الأمازيغية وتهديدات القاعدة، ستكون عوامل من الصعب التحكم فيها بالنسبة لأي رئيس، ناهيك عن رئيس يبلغ من العمر 77 سنة”. واستشهد الباحث في تحليله بأعمال العنف التي اندلعت في غرداية بين العرب وبني ميزاب، مخلّفة 10 قتلى و400 جريح، إلى جانب 700 منزل ومحل جرى حرقها، ما دفع الشرطة إلى تعزيز صفوفها لإعادة الهدوء في المنطقة. وذكر أن هذه الأحداث يخشى أن تمتد إلى المناطق البترولية الإستراتيجية القريبة من غرداية، وغير البعيدة أيضا عن المناطق الحدودية في منطقة الساحل. وأضاف الباحث أن “قمع السلطات الجزائرية لمظاهرة سلمية في تيزي وزو، بمناسبة ذكرى “الربيع الأمازيغي” في 1980، في سابقة هي الأولى من نوعها، يشير إلى أن بوتفليقة فقد السيطرة على مكونات المجتمع الجزائري. وفي حال تدهور الوضعية، يمكن أن يجرف هذا التيار الرئيس”. وأبرز الباحث أن “الجزائر صرفت 600 مليار دولار من أجل شراء السلم الاجتماعي، خلال سنوات حكم بوتفليقة، لكن هذه الوفرة المالية لا يمكنها الاستمرار، خاصة وأن سعر البرميل ليس مضمونا”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات