38serv
بوادر أزمة دبلوماسية جديدة تلوح في الأفق بين مصر والمغرب، بسبب ما أذاعته القناة الرسمية المغربية الأولى، التي وصفت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ”الانقلابي” الذي وصل إلى السلطة بعد انقلاب عسكري قام به الجيش بقيادته. وربط إعلاميون وسياسيون مصريون تغيير خطاب التلفزيون المغربي الرسمي تجاه القيادة المصرية الحالية، بالتقارب الذي شهدته العلاقات المصرية الجزائرية.ويقول محللون إن هذا التقرير الإخباري يعكس تحولا جذريا في الموقف المغربي من النظام المصري، خاصة في ظل حكومة الحزب الحاكم في المغرب، الذي ينتمي للإخوان المسلمين، في الوقت نفسه أخذ الإعلام المصري الأمر بهدوء، ونسبه لحكومة الإخوان في المغرب واعتبره محاولة إخوانية للوقيعة بين البلدين.وكان التلفزيون المغربي قد وصف السيسي بالانقلابي الذي قاد عملية عسكرية، يوم 3 جويلية 2013، أسفرت عن عزل الرئيس المنتخب، محمد مرسي، وإبطال العمل بالدستور وإصدار أوامر باعتقال المئات من المعارضين، حسب وصفه.وربط محمد السيد، أمين لجنة السياسات بالحزب الناصري، التغير المغربي تجاه الوضع في مصر، بالتقارب المصري الجزائري، موضحا، في تصريح خص به “الخبر”، بأن “أحد أهم المتغيرات التي جعلت المغرب يطلق تلك التصريحات، التنافر بين الجزائر والمغرب والتقارب المصري الجزائري، وهناك متغيرات أخرى وهي وجود اختراق للمنظومة المغربية بشكل عام والحكومة الجزائرية أيضا، وقد بدأت تسيطر عليها الفصائل الإسلامية، وكذا التقارب المغربي الصهيوني. ومعروف تاريخيا أن المغرب قريب من العدو الأول للمنطقة والجيش المصري، وأمريكا وإسرائيل تريدان التحكم في الجيش الأقوى في المنطقة، وأعتقد أن هذا مرتبط إلى حد كبير بمن يحكم في المغرب، هل السلطة متمثلة في الملك؟! أم أن الحكومة التي لها ميول إسلامية تحكم الآن وتقول كلمتها وتفرض شروطها، وتتحدث عن مصر متعاطفة مع الفصيل الإرهابي”. واستطرد قائلا: “بعض الإعلام العربي متمثلا في الجزيرة، وبعض الصحف والتلفزيونات المغربية والتركية، يصفون ما يحدث في مصر بأنه انقلاب، سيرا على النهج الذي يخدم جماعة الإخوان وحكومة الإسلام السياسي، وكانت غالبية الرأي العام العربية والعالمية ترى بأن ما حدث في مصر انقلاب، غير أن تحركات الرئيس السيسي أوضحت الأمر بشكل جيد، وأصبح الرأي العام يعي بأن ما حدث ثورة حقيقية، واستجابة لإرادة شعب خرج مطالبا برئيس ينتمي إلى مؤسسة وطنية، وقد جاء السيسي ليعبر عن شرعية الثورة والشعب والميادين، لإنقاذ الهوية المصرية، وقد بدأت الناس تستوعب ماذا كان يحدثه التزييف الإعلامي، وذلك لأنه لم يكن لدينا إعلام مصري يخاطب العالم بشكل جيد، وقد أدرك الجميع الآن أن السيسي جاء ليعبر عن إرادة الشعب المصري، وأن ما حصل ثورة حقيقية استجاب لها الجيش، وأطاح من خلالها بفصيل إرهابي كان يسعى للتآمر على مصر، وتحقيق المشروع الصهيوني الأمريكي وساكس بيكو 2”.وفي سؤال حول توقعه لردود الفعل المصرية، ردا على المغرب، يجيب المحلل السياسي: “مصر لا تقف كثيرا عند هذه السخافات من قبل بعض الدول، تحديدا تركيا وقطر والمغرب، وقد واجهنا طوال الفترة الماضية مواقف أكثر من هذا الموقف، ومصر أكبر دولة في المنطقة، ولا يمكن الالتفات إلى تفاهات مسؤولين من دولة مثل المغرب، ولا أتوقع ردود فعل عنيفة أو كلامية على المستوى الدبلوماسي المصري، ونحن نثق في رئيسنا، ولا نتمادى مع المغرب حتى ننجرف للرد عليهم، لأنه ليس في مستوى مصر، والشعب والجيش والرئيس يدركون أن المرحلة ليست كلامية، ونحن لا نريد شق الصف العربي، ونمد يدنا رائدة إلى الأمة العربية، وأتمنى أن يراجع المغرب نفسه ويدرك بأن مصر الشقيقة الكبرى، وستعود قريبا جدا إلى حضن القومية العربية، وبعودتها ستعود المنطقة قوية كما كانت في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات