جوامع الكلم النّبويّ الإيمان والاستقامة

+ -

 عن سفيان بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال: قُلت: يا رسول اللّه، قُلْ لي في الإسلام قولًا لا أسألُ عَنْهُ أحدًا غَيرَكَ، قال: «قُل: آمَنْتُ باللّه، ثمَّ استقِمْ» رواهُ مُسلم.فقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «قُل: آمنْتُ باللّه» فالمعنى أظهر؛ لأنَّ الإيمانَ يدخل فيه الأعمالُ الصّالحة عند السَّلف ومن تابعهم من أهلِ الحديث، وقال اللّه تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} هود:112.فأمره أنْ يستقيمَ هوَ ومَن تاب معه، وأنْ لا يُجاوزوا ما أُمِروا به، وهو الطغيانُ، وأخبر أنَّه بصيرٌ بأعمالهم، مطَّلعٌ عليها، وقال تعالى: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ} الشُّورى:15. قال قتادة: أُمِرَ محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم أنْ يستقيمَ على أمر اللّه. وقال الثوري: على القرآ، وعن الحسن رضي اللّه عنه قال: لمّا نزلت هذه الآية شَمَّرَ رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فما رؤي ضاحكًا.كما أمَرَ بالاستقامة، وهي سلوكُ الصِّراط المستقيم، وهو الدِّينُ القيِّم من غير تعريج عنه يَمنةً ولا يَسرةً، ويشمل ذلك فعلَ الطَّاعات كلّها، الظاهرة والباطنة، وتركَ المنهيات كُلِّها كذلك، فصارت هذه الوصيةُ جامعةً لخصال الدِّين كُلِّها.وأعظم ما يُراعى استقامتُه بعدَ القلبِ مِنَ الجوارح اللّسانُ، فإنَّه ترجمانُ القلب والمعبِّرُ عنه، ولهذا لمّا أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالاستقامة، وصَّاه بعدَ ذلك بحفظ لسانه، قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتَّى يستقيم قلبُه، ولا يستقيمُ قلبُه حتّى يستقيمَ لسانُه» رواه أحمد من طرق أنس رضي اللّه عنه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات