القَصص القرآني...موسى عليه السّلام في القرآن

+ -

 أتَمّت أمّ موسى رضاع وليدها، ثمّ أسلمته إلى القصر الفرعوني، وهناك كبُر وأصبح ذا شأن في البلاط، وعندما بلغ موسى تمام الأربعين، أوحى اللّه إليه بالرِّسالة، وأمره أن يُبَلّغُها إلى فرعون وقومه، واتّجهت أنظار المغلوبين والمظلومين إليه؛ ليحميهم ممّا أثقل كاهلهم من الظلم والآلام.ثمّ إنّ موسى عليه السّلام بَدَت منه مجاهرة لفرعون وقومه بما يكرهون، فاختفى عن الأنظار وغاب. وذات يوم وهو يمشي في شوارع المدينة، إذا برجلين يقتتلان، أحدهما عبري من مشايعيه، والآخر قبطي من قوم فرعون، ويبدو أنّ القبطي كان هو المعتدي، فطلب العبري من موسى النُّصرة والحمية، فهمَّ موسى فضرب القبطي، فكانت القاضية، ثمّ ندم على فعلته، واستغفر ربَّه على ما كان منه.واستمر القلق يساور موسى بعد قتله للقبطي، فأصبح يسير في طرقات المدينة خائفًا من مغبّة فعله، ومترقّبًا لما سيؤول إليه الأمر. وبينما هو على هذه الحالة إذا بالشّخص العبري يستغيث به مرّة أخرى من قبطي آخر، ويَطلب منه العون عليه، فما كان من موسى إلّا أن قال له، وهو على حالة من الغضب: إنّك لضال بيُّن الضلالة، وجاهل واضح الجاهلة؛ لأنّك تسببتَ في قتلي لرجل، ما كان ينبغي أن يُقتل.وانتشر خبر قتل موسى للقبطي بالمدينة، فأخذ فرعون وقومه في البحث عن موسى عليه السّلام؛ لينتقموا منه، في تلك الأثناء جاء رجل مسرعًا، فأخبر موسى أنّ السلطات الفرعونية تبحث عنه، وتريد القبض عليه والنّيل منه، ونصحه بالخروج من مصر والتّوجّه إلى مكان آمن، لا تطاله فيه يد البطش ولا تصل إليه قوى العدوان. واستجاب موسى عليه السّلام لنُصح الرجل، فغادر المدينة تحت جنح الظلام، وأخذ يتضرّع إلى اللّه أن ينجيه من القوم الظالمين، ويحفظه من كيد المعتدين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: