+ -

 انتهت، أمس، المهلة أمام الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل الاتفاق على الخطوط العريضة لبعث مفاوضات السلام، دون تحقيق الهدف الذي سطره وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، جون كيري، بصفته الوسيط في المفاوضات، وفيما ألقى كل طرف اللوم على الآخر في فشل المحادثات، عاد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ليؤكد أنه على استعداد لاستئناف المفاوضات في حال اقتنعت إسرائيل بوقف عمليات الاستيطان وضبط حدودها.جاءت تصريحات عباس خلال إطلاق صندوق دعم مدينة القدس، إذ شدد على أن السلطة الفلسطينية مستعدة لمواصلة المفاوضات شرط أن تقوم إسرائيل بترسيم حدودها بما لا يسمح لها بالاستمرار في بناء مستوطنات في الأراضي المحتلة “أخطر شيء هو الحدود، وإسرائيل منذ أن أنشئت لا أحد يعرف حدودها، مصممون على أن نعرف حدودنا وحدودها وإلا فليس هناك سلام”.واعتبر المراقبون أن تصريحات محمود عباس جاءت للرد على تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي اتهم السلطة الفلسطينية بالوقوف وراء فشل المفاوضات، في إشارة إلى أن إسرائيل ترفض التفاوض مع حكومة فلسطينية تضم “إرهابيين”، معتبرا أن المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين مؤخرا من شأنها عرقلة المفاوضات، على الرغم من تأكيد محمود عباس أن حكومة الوحدة الوطنية المنتظر الإعلان عنها بمشاركة حركة حماس تحترم المواثيق الدولية وتعترف بالدولة الإسرائيلية.وفور إعلان فشل محاولات بعث مفاوضات السلام، أعلنت إسرائيل اعتزامها بناء 14 ألف مستوطنة جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، على الرغم من تكرار الدعوات الدولية لتل أبيب بوقف بناء المزيد من الوحدات السكنية على الأراضي المحتلة، مثلما تنص عليه خطة جون كيري لبعث المفاوضات، إذ تقضي خطة وزير خارجية الولايات المتحدة بموافقة إسرائيل على وقف بناء المستوطنات، إلى جانب إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجونها منذ أكثر من 20 سنة.جاءت ردود الفعل الدولية متأسفة على عدم قدرة طرفي النزاع تجاوز الخلافات من أجل التوصل لإطار اتفاق قادر على بعث مفاوضات السلام، فقد اعتبرت الخارجية الأمريكية أن فشل المفاوضات التي دامت قرابة عشرة أشهر بعد ثلاث سنوات من التوقف “أمر محزن بالفعل”، فيما اعتبر سفير الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل، لارس فابوغ أندرسون، أن تحجج تل أبيب بالمصالحة الفلسطينية لوقف المفاوضات لا أساس له، معتبرا أن “المصالحة الفلسطينية ضروري من أجل السلام ومن أجل التوصل إلى حل للدولتين”، طالما تعترف الحكومة الفلسطينية بالدولة الإسرائيلية.إلى ذلك، أعلن منسق السفينة التجارية الفلسطينية التضامنية لفك الحصار، محفوظ الكباريتي، أن مجهولين فجروا، فجر أمس، السفينة “فلك غزة” المتوقفة على مرسى ميناء الصيادين غربي مدينة غزة، متهما إسرائيل بالوقوف وراء الحادث. من جانب آخر، أوضح الكباريتي أن السفينة كانت معدة للانطلاق باتجاه الدول الأوروبية محملة ببضائع ومنتوجات زراعية وصناعية ومطرزات وأوان من الفخار وأثاث منزلي، كلها من إنتاج مصانع في قطاع غزة المحاصر، لتصديرها إلى أوروبا عبر البحر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: