تخيلت نفسي مكان السلطة في هذا الوقت بالذات وطرحت سؤالا افتراضيا سيكون جوابه رسميا هذا الخميس، بعد إعلان الحكم بيشاري نهاية المباراة بين مولودية الجزائر وشبيبة القبائل، والسؤال هو: “لمن سأمنح كأس الجمهورية هذا العام، هل للعميد الذي سيحتفل بكأسه السابعة في شوارع العاصمة سبع ليال متتالية أم سأمنحها للكناري الذي سينقل النجمة السادسة إلى منطقة القبائل ؟«.وبما أنني السلطة، قررت هذه المرة توخي الحذر والحيطة حتى لا تكون عواقب الخيار وخيمة، وقررت الاستعانة بخبرة العديد من الأطراف التابعة لدواليب زمرة أصحاب الحل والربط، وبالأخص الذين يحسنون عمل الكواليس، والذين يحسنون أيضا إعداد السيناريوهات الخارقة للعادة، كالذي شاهدناه في مراسم أداء اليمين الدستورية، حتى لا تتعرض العهدة الرابعة التي أعطيت انطلاقتها للتو لأي شائبة.وبما أنني السلطة التي تفقه في الأمور كلها، اهتديت بطريقة علمية لفرضيتين لا ثالث لهما..الأولى سأمنح كأس 2014 لمولودية الجزائر، وعليه سأتقي بالتأكيد شر أنصار العميد الذين يعرفون بـ«الشناوة” لكثرة عددهم (ما شاء الله.. حتى لا أصيبهم بعين) وبالتالي سأجنب العاصمة وما أدراك ما العاصمة أي فعل ستكون “الأيادي الأجنبية” خلفه.كما أن منحي “العميد” الكأس هذه المرة، سيمحي بالتأكيد سيناريو الموسم المنصرم، حينما بقيت سلطتي في انتظار جماعة المولودية لتسلم الميداليات، دون أن يأتي أحد، وبالتالي لا غذاء للصحافة الأجنبية التي أبدعت آنذاك في سرد الحادثة الأولى من نوعها في تاريخ نهائيات الكأس.الفرضية الثانية وهي أنني سأمنح الكأس لشبيبة القبائل التي عانى مناصروها الأمرين خلال الاحتفالات بالربيع الأمازيغي، وما انجر عن ذلك من أحداث مؤسفة تطلبت تدخل المدير العام للأمن الوطني الذي أوقف تحفظيا خمسة من أعوان الأمن بعد أن تسببوا في رسم وصمة عار في جبيني..تسلم أشبال المدرب عزالدين آيت جودي الكأس السادسة يوم الخميس المقبل، سيشفي أيضا غليل الأنصار الذين ثاروا في وجه عميد رؤساء الأندية محند شريف حناشي الذين اتهموه بالمتاجرة سياسيا بالفريق، وهو ما دفع حناشي المسكين إلى “الحليف” على القرآن الكريم لنفي كل هذه الاتهامات وجعله يقرر، بعد أن استشارني طبعا، رفض هدية والي تيزي وزو المتمثلة في منح أنصار “الكناري” تذاكر دخول ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بالمجان، وطرحها للبيع في ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو.وبعد تفحصي للمنهج العلمي وفقا لأجندة العهدة الرابعة، تيقنت أن الفرضيتين قابلتان للتحقق مائة بالمائة، وعليه صعب علي الاختيار، لأن أحلاهما مر، حتى أن الدراسة العميقة شكلت لي صداعا كبيرا، لأقرر اللجوء إلى عملية يعرفها العام والخاص وهي “الصفراء تربح”، فوضعت المولودية في وعاء والشبيبة في وعاء آخر، وقررت تأجيل عميلة “التخلاط” إلى يوم الخميس بعد أن أتشاور طبعا مع “رجال الخفاء”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات