أكد وزير الخارجية، رمضان لعمامرة، رفض الجزائر استغلال حرية التعبير للإساءة للمقدسات الإسلامية وتجاوز مشاعر المسلمين واستبعاد قيم التعايش في فرنسا والغرب. قال الوزير رمطان لعمامرة، ردا على سؤال “الخبر” حول تزايد ظاهرة الاعتداء على المسلمين والمنشآت الإسلامية في فرنسا، إن “حرية التعبير لا تتيح لأي طرف تجاوز المقدسات الدينية للشعوب”. وأضاف لعمامرة، في ندوة صحفية عقدها مع وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، الذي يزور الجزائر، أن “الجزائر اعتبرت العملية التي حدثت في باريس اعتداء إرهابيا، لكنها تشدد في المقابل على ضرورة احترام الرموز القوية واحترام الديانات وعدم المساس بمشاعر المسلمين”. وقال إن حرية التعبير يجب أن تعطي قيما للتعايش ومحاربة الإرهاب، بدلا من زرع بذور الكراهية.
ونفى لعمامرة أن تكون الزيارات المتتالية لرؤساء التشاد والسينغال والنيجر، والمسؤولين في مالي، إلى الجزائر، تستهدف أي مشروع سياسي تسعى الجزائر لطرحه بشأن ليبيا، ردا على مساع للتدخل الأجنبي في هذا البلد الجار، أو على مخرجات اجتماع نواقشوط الذي دعا إلى التدخل الأجنبي في ليبيا، وذكر أنها تدخل في إطار المشاورات حول قضايا المنطقة، وباعتبار الجزائر تلعب دورا محوريا. وأوضح لعمامرة أن ما نقل في وسائل الإعلام بشأن دعوة اجتماع نواقشوط الذي شاركت فيه النيجر ومالي والتشاد وبوركينافاسو والسينغال إلى التدخل الأجنبي في ليبيا، ليس دقيقا، “بخلاف ذلك فإن كل قادة هذه الدول يؤكدون على ضرورة تغليب الحلول السلمية وإعطاء الفرصة للجهود التي تبذلها الجزائر إزاء حلحلة الأزمة في ليبيا ومالي أيضا”. ولفت وزبير الخارجية، رمطان لعمامرة، إلى أن الجزائر ترتبط بعلاقات قوية مع ألمانيا، لافتا إلى أن هذه ثالث زيارة لوزير خارجية ألمانيا خلال العقد الأخير، والثانية للوزير شتاينماير. هذا الأخير تطرق إلى التعاون العسكري بين الجزائر وألمانيا، والذي تكرس في إنشاء مصنع العربات العسكرية، لكنه أشار إلى أن المصنع المفترض إقامته في الجزائر لصناعة المدرعات، لم يتخذ بشأنه أي قرار من قبل المجلس الفدرالي الاتحادي في ألمانيا. وبشأن المخاوف التي تبديها الدول الأوروبية إزاء تزايد المخاطر الإرهابية في أعقاب هجمات باريس، قال وزير الخارجية الألماني: “نحن جميعا متفقون في أوروبا على تعزيز إجراءات الأمن والاحتياط في الدول الأوروبية، لمواجهة التهديدات الإرهابية”. وأشار إلى أن زيارته إلى الجزائر تتضمن ملفات اقتصادية وثقافية، حيث يرافقه وفد من الاقتصاديين، ومسؤولون في معهد غوتة الثقافي، لمناقشة ملف التكوين وتدريب الأساتذة الجامعيين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات