مذكرات نزيهة رفضت سلطة الرقابة الذاتية

+ -

لم يترك الكاتب هاشمي العربي شيئا من مساره المهني والشخصي إلا وتطرق إليه بمنتهى الصراحة والجرأة في كتابه الصادر، حديثا، عن منشورات ”نسيب” بعنوان ”وقائع جزائري سعيد”. 

ينطلق هاشمي العربي الذي شغل منصب مستشار اقتصادي في الجزائر والخليج، في كتابه، من إيصال العرفان لأستاذه الشيخ عبد الرحمان الجيلالي الذي اعتبره بمثابة ”والده الروحي”. وقدم الجيلالي للكتاب واعتبره جزءا من حياته، نظرا للعلاقة المتميزة التي كانت تربط الرجلين، وهي علاقة الأستاذ بتلميذه. ويتوقف العربي مطولا عند أصوله، وبالضبط عند قبيلة ”ايزواغن” التي ذكرها ابن خلدون في تاريخه، كما ذكرها ابن الأثير في ”الكامل في التاريخ”، والتي استقرت بالقبائل الكبرى وعرفت عبر تاريخها بنزعة التمرد.  يخبرنا هاشمي العربي أن عائلته استقرت في بجاية الناصرية، واستفاض في مدح المدينة والتوقف عن بعض من قصائد الشعراء الذين مدحوا جمالها، على غرار قصيدة ”ابن الفكون” الشهيرة في القرن الرابع عشر. كما يتوقف الكاتب مطولا عند طفولته بين بجاية التي ولد بها والجزائر العاصمة التي انتقلت العائلة للاستقرار بها في عشرينيات القرن الفارط، وهو في سن الثالثة، ويعلمنا أن كل أفراد قبيلة زواغة ”استقروا بحي ”لارودوت”. وهنا يقدم العربي عدة معلومات مهمة عن الشهيد ديدوش مراد، منها ما يتعلق بمستواه التعليمي، ويكشف أنه التحق بالثانوية التقنية لرويسو. ونقرأ في الكتاب صفحات طويلة عن شارع ”لارودوت”، مشتلة الروح الوطنية، حيث كانت تقطن إلى جانب عائلة ديدوش عائلة كل من الشهيد دبيح شريف والفنان الراحل عمر أوحدة. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: