“مجرم بلوزداد” من أخطر أنواع القتلة المتسلسلين

+ -

 وصف الباحث في علم الإجرام، الأستاذ صلاح الدين عباسي، القاتل “ش.خ” الذي أقدم على إزهاق روح أربع ضحايا على فترات ونكل بجثثهم، بأنه أخطر أنواع القتلة المتسلسلين، مؤكدا أن شغفه بالقتل وتطوّر العادات الإجرامية في شخصيته كانت ستدفعه إلى ارتكاب جرائم أخرى.يعتقد الأستاذ عباسي، أن صفات القاتل المتسلسل تنطبق على شخصية “ش.خ” أكثر من السفاح، موضحا في قراءته لشخصية القاتل المتسلسل، أن أغلب الصفات التي تتحدث عنها المراجع المتخصصة تنطبق على القاتل “ش.خ”، وهي أنه يرتكب ثلاث جرائم قتل على الأقل في فترات زمنية مختلفة، قد تصل إلى سنوات، كما تختلف أماكن اقتراف بالجرائم، وهو ما كشف عنه التحقيق مع المتهم الذي قتل ضحاياه على فترات زمنية متباعدة، مضيفا “كما أن القاتل المتسلسل يشعر بعد فعلته بالنشوة والسعادة، ويتمتع بمعاناة الضحية.. وهذه المتعة، يضيف محدثنا، لها غالبا طعم (اللذة الجنسية السادية) بالمعنى النفساني للمصطلح كما تعطيه اﻻحساس بالسيطرة والقوة والتعالي”.وأبرز محدثنا أنه رغم بشاعة الجرائم التي يرتكبها هذا المجرم، إلا أنه لا ينتابه الإحساس بالندم أو الحسرة على ما ارتكبه، فهو بذلك فقد أدنى معالم الإنسانية تجاه ضحاياه، مواصلا “لكن الخلل النفسي الذي يعاني منه، لا يعني أنه قليل الذكاء، فهناك قتلة متسلسلون أنهكوا المحققين في إتباع آثارهم”.وأضاف الأستاذ عباسي أن الضحية لها مفهوم رمزي لدى هذا النوع من المجرمين “فهي تحقق له نزواته الإجرامية”، مشيرا إلى أن أغلب الدراسات أثبتت تأثير الطفولة الصعبة على التركيبة النفسية لشخصية القاتل المتسلسل، موضحا “جلهم تعرضوا لاعتداءات في صغرهم، مثل اعتداءات جنسية وضرب واضطهاد... الخ”.وأشار المتحدث إلى أنه رغم أن أغلب المراجع المتخصصة أرجعت دوافع القاتل المتسلسل إلى الخلل النفسي، إلا أن الدراسات المعاصرة أثبتت وجود دوافع أخرى مثل المال.ووصف الباحث في علم الإجرام شخصية القاتل “ش.خ”، بأنها “سيكوباتية”، وهي من أكثر الشخصيات تعقيداً وصعوبة في التعرّف على صاحبها، حيث أن صاحبها يجيد تمثيل دور الإنسان العاقل وله قدرة على التأثير في الآخرين والتلاعب بأفكارهم، يتلذذ بإلحاق الأذى بمن حوله، وخاصة إذا كان زوجا أو زوجة، وهو عذب الكلام، يعطى وعوداً كثيراً، ولا يوفى بأي شيء منها، ومستغل للمرأة بكل صور الاستغلال جسديا وماديا.. كذّاب يعد ولا يوفي وقد يصل سلوكه إلى ارتكاب الجريمة.وليس لآليات المقاومة النفسية والأخلاقية، حسب المختص، أي أثر على هذه الشخصية، مردفا: “بدليل أنه وبعد ارتكاب جرائمه، يتقمص وبسهولة شخصية المتأثر من غياب الضحية ويزور أهلها ويظهر اهتمامه بالبحث عنها دون أن تخونه ملامحه الإجرامية، وهي برودة تؤكد حنكته وتنظيمه وتعطي مفهوما عن شخصيته المريضة واقتناعه العميق بأن أفعاله مبررة، وليس لمصطلح الندم مكانا في قاموسه”.والأخطر، يضيف الأستاذ عباسي، أن شخصية هذا المجرم من أخطر أنواع القتلة المتسلسلين، لأن ضحاياه من المقربين إليه، وهو ممن لا يعطي أهمية لجنس أو سن الضحية، فقد يكون صديقا، رجلا، امرأة وحتى رضيعا “لذلك فهو المثال المجسد لشخصية القاتل المتسلسل، وبدون شك لو لم يتم القبض عليه لكان هناك الكثير من الضحايا، خاصة وأن الوقت بين الجرائم قليل، مبرزا بذلك تطور ونمو العادات الإجرامية وشغفه بارتكاب جرائم أخرى” .

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: