موسى عليه السّلام في القرآن ولادة موسى وتربيته

+ -

 وُجد موسى عليه السّلام في ظرف كان فيها فرعون مصر قد تمادى في غيِّه، وعلا في الأرض عُتوًا وفسادًا، وأنزل الخسف بطائفة من رعاياه، هم بنو إسرائيل؛ إذ عاشوا في ظلاله عيشة البلاء، وبينما هم في نكد من العيش، إذ تقدّم كاهن من فرعون، وقال له: يولد مولود في بني إسرائيل يذهب مُلكَك بيده! فثارت ثائرة فرعون واشتط غضبًا، وأخذ يُذَبِّح الأبناء، ويستبقي النّساء أحياء.كانت أمّ موسى في تلك الأثناء تجلس في بيتها قلقة خائفة، وهي على وشك أن تضع مولودها، فلمّا جاءها المخاض، دَعَت قابلة لتدبّر أمر الولادة، فلمّا وضعت أمّ موسى حملها، كتمت أمره عن النّاس؛ مخافة أن يُصيبه ما يُصيب أمثاله من قاتل الأطفال. ثمّ ألهمها اللّه أن تضع وليدها في صندوق، وتُلقي به في نيل مصر، مُسلِّمة أمرها إلى اللّه، عسى أن يقع في يد بعيدة تحفظه ممّا يُراد به.وقد طلبت أمّ موسى من ابنتها أن تَتّبِع أثر أخيها؛ لتنظُر ماذا سيكون من أمره. سارَت أخت موسى تتتبّع أثر أخيها هنا وهناك، وما كان أشدّ هلعها حينما حُمِل الصّندوق إلى فرعون، ولم تكد تقع عين امرأة فرعون على هذا الطفل الوليد الجديد حتّى ألقى اللّه محبّته في قلبها، فطلبت من زوجها أن يكون ابنًا لها، وبقدر ما فرحت امرأة فرعون بهذا المولود الّذي دخل حبّه إلى قلبها من غير استئذان، بقدر ما كان قلب أمّ موسى يكابد الهمّ ويعتصر إشفاقًا على وليدها، بيد أنّها كانت واثقة بحِفظ اللّه له، ورعايته إيّاه.وأخذت امرأة فرعون تحضر للمولود الجديد مرضعة تقوم بشأنه، بيد أنّ موسى الرّضيع لم يقبل ثدي أيّ واحدة من المُرضعات، ثمّ هدى اللّه أخت موسى إلى بيت فرعون، فطلبوا منها أن تأتِي بمَن يَكفله، فجاءت بأمّها على أنّها مرضعة من المرضعات، فعرضوا عليه ثديها فقَبِله، فطلبوا منها أن تأخُذ الطفل، وتعتني به ريثما يَكبُر ويشب عن الطوق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: