الكرسي المتحرك... طريق مضمون لقصر المرادية

+ -

 إذا أردت أن تفوز في الانتخابات الرئاسية عليك أن تتقدم للتصويت أمام كاميرات القنوات التلفزيونية مقعدا فوق كرسي متحرك. هذا استنتاج حكيمة السياسة في الجزائر لويزة حنون التي ردت على سؤال حين استضافتها قناة ”كي بي سي” مساء أول أمس، إذ أكدت هذه الحكيمة أن الشعب الجزائري استعطفه منظر الرئيس على كرسي متحرك في مكتب التصويت فهرع كل من شاهده لمراكز التصويت وانتخبوا عليه.تحليل حنون جعلني أتذكر بسرعة كلام شيخ طاعن في السن، أياما قبل الرئاسيات الأخيرة، عندما قال لي: ”إنكم تثيرون شفقتي”، فسألته من نحن ؟ فرد علي بلغة الفلاح البريء والشهم ”أنتم الذين تقرأون الجرائد وتتابعون الأخبار لأنكم تفهمون ولو قليلا في السياسة”.صدق هذا الفلاح في كلامه، لأن من يفهم قليلا في السياسة في هذه البلاد ويتابع أخبار الساسة، فإنه حتما سيفقد الوعي أو يصاب بمرض مزمن، وفي أحسن الأحوال سيطلق تصفح الجرائد ويمحي كل القنوات التلفزيونية ما عدا تلك التي تبث دون انقطاع الرسوم المتحركة.ففي الدول التي تحترم نفسها، ويحترم الساسة أنفسهم، فإن الهزيمة في الانتخابات لا تحمل معنى آخر سوى الفشل، والفشل نتيجته حتما الاستقالة من قيادة الحزب مثلما يحدث في الكثير من الدول. أما عندنا فقد تابعت بكل ألم تقييم لويزة حنون، التي هرمت في قيادة حزب العمال، للانتخابات الرئاسية الأخيرة فكانت تصريحاتها تثير الغثيان. فهذه المرأة التي نسج العنكبوت خيوطه على الكرسي الذي تجلس عليه في حزب العمال لم تجد حرجا في الارتماء في أحضان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إلى درجة أن كل عاقل يتساءل لماذا لم تصوت عليه وتقينا بذلك شر مواقفها وتصريحاتها.ولم تكتف حنون بالارتماء في أحضان الرئيس المريض، بل اعترفت بأن فوزها في الانتخابات كان سيؤدي حتما إلى عدم الاستقرار وإلى غياب الأمن. وإلا ما معنى أن تقول عن اختيار الشعب للرئيس بوتفليقة ”إن الشعب صوت لصالح الاستقرار والسلم”، أليس معنى هذا أن الاستقرار والسلم يمثلهما بوتفليقة دون سواه ؟ أليس هذا اعترافا من لويزة حنون بأن اختيارها سيؤدي إلى الفوضى والحرب الأهلية والتدخل الأجنبي والربيع العربي وغيرها من المآسي ؟؟وبما أننا نعيش تدني المستوى السياسي وغياب أدنى المبادئ، فإن لويزة حنون من حقها أن تتأثر بالشيتة والشياتين، بعدما اقتنعت بأن المعارضة لا يصلها الريع، فأصبحت تردد مقولة عمارة بن يونس أن الرئيس يسير بعقله وليس بشيء آخر، فمن حق بن يونس أن يطالب بحقوق التأليف[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات