المستعمر الفرنسي استغل صور النساء خلال الثورة

+ -

تطرقت الباحثة في التاريخ إليزابيت بيريقو من جامعة أوهيو الأمريكية، أمس، بمعهد الدراسات المغاربية في وهران، من خلال موضوع “الحجاب أو حياة الشقيق”، لاستغلال الحكومة الاستعمارية الفرنسية لصور النساء خلال حرب التحرير، وكيفية توظيف مصالح الحرب النفسية في المكتب الخامس قضية نزع حجاب المرأة لإظهار فرنسا كحاملة رسالة حضارية وعصرية.استشهدت الباحثة الأمريكية إليزابيت بيريقو بحادثة نزع الجزائرية مونيك أمزيان حجابها في الساحة العمومية بقسنطينة أمام الملأ سنة 1958 لدفع الجزائريات إلى القيام بنفس الفعل، وهي الواقعة التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة من طرف الصحافة الاستعمارية، لإظهار فرنسا كمدافعة عن تحرير المرأة ومهمة تحضير الجزائر وبالتالي تبرير وجودها وبقائها في الجزائر الفرنسية.وكشفت الباحثة بأن: “سلوك أمزيان لم يكن بدافع التحرر لأنها لم تكن تحمل يوما الحجاب أو الحايك، بل كان لإنقاذ شقيقها المتواجد في السجون الفرنسية من الموت بناء على صفقة مع الإدارة الاستعمارية”. ونبهت المحاضرة إلى ضرورة التعامل بحذر مع هذه الصور المنتجة من طرف مصالح المكتب الخامس وإمكانية استعمال صور مونيك أمزيان حتى حاليا للاستشهاد بالدور الإيجابي للتواجد الفرنسي في المستعمرات. واعتبرت بيريقو أن حملة نزع الحجاب التي تبنتها السلطات الاستعمارية خلال حرب التحرير كانت لإظهار فرنسا كمدافعة عن الحضارة وتحرير المرأة، وبأن جبهة التحرير الوطني مجموعة من المتدينين المتشددين وأعداء الإرث الحداثي للحضارة الغربية. كما كانت الحملة كرد فعل للتقليل من الانطباع الإيجابي الذي خلفته صور مناضلات جزائريات كجميلة بوحيرد، بوباشة وظريف، بالزي الأوروبي في الإعلام العالمي وتمرير رسالة مفادها أن المرأة الجزائرية لم تنتظر فرنسا للتحرر وهي أكبر دليل على الطابع العالمي التحرري لثورة التحرير الجزائرية. كما تطرقت المحاضرة إلى دور زوجات الضباط الفرنسيين في هذه الحملة الدعائية الفرنسية، على غرار سيزان زوجة الجنرال ماسي ولوسيان زوجة الجنرال سالان، للاحتكاك بالجزائريات وحثهن على “التحرر” من خلال حملات توزيع ماكنات الخياطة أو استحداث نوادٍ.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: