+ -

 انتهت العملية الانتخابية رغم ما قيل عنها وما وصفت به من تجاوزات وحالات للتزوير المقنن، علينا أن نطوي هذه الصفحة كما طوينا صفحات كل الاستحقاقات السابقة والمشابهة لبعضها البعض، لأننا نعلم علم اليقين أن احتجاجاتنا على نتائجها وشجبنا وتنديدنا وعويلنا وصراخنا و.... لا يغيروا من الواقع شيئا، وبالتالي علينا أن ننظر مكرهين نحو الأمام، منتظرين وآملين أن يوفي رئيسنا ومن وكلّفهم بتنشيط حملته الانتخابية بالتزاماتهم تجاه الشعب، وعلى رأسها الاستقرار والرخاء والأمن والأمان، الذي أكدوا أنه سوف لن يتحقق إلا بإعادة الثقة في فخامته.. فغرداية تنتظر حلا نهائيا وجذريا لنار الفتنة التي أتت على كل جميل فيها، والجبهة الاجتماعية ملتهبة وربما لا تنتظر كثيرا حتى يخرج منشطوها للشارع ليطالبوا بحقوقهم متوعدين ومهددين بإضرابات واضطرابات في العمل، عمال قطاع التعليم يترصدون، والمتقاعدون من أسلاك الأمن والحرس البلدي ينتظرون معالجة ملفاتهم، وعمال قطاع الصحة سينتهزون كل فرصة للاحتجاج، وشباب “أونساج” طامح لمزيد من العطاء من خزينة الدولة، والجزء المستفيد منه يأمل في أن تتنازل الدولة عن الأموال التي منحتها إياه لأن المشاريع التي عولوا عليها لم يكتب لها النجاح، وهناك سكان من مختلف المناطق وعدوا بمشاريع تنموية كبيرة، وتقسيم إداري جديد، وهم الآن ينامون في العسل، وهناك خطر آخر يواجه الرئيس ومواليه، وهي المعارضة الرافضة لعهدة رابعة والمقاطعة للانتخابات والتي ستتقوى أكثر بانضمام منافسي الرئيس وعلى رأسهم علي بن فليس، هذا دون التطرق لحدودنا مع دول الجوار والخطر الذي كان يتربص بنا لو أننا اخترنا قائدا آخر غير فخامته، ليبقى في نظري الخطر الأكبر الذي يتهدد استقرار مؤسساتنا هو صراع عناصر الموالاة على اقتسام الكعكة، ومدى رضا كل عنصر بما سيحصل عليه نظير ما لقيه خلال تنشيط الحملة من سب وشتم ورشق ومطاردة، وأمام كل هذا الوضع لا يسعنا غير دعوة الاستقرار لأن يتجلى. فرحمك الله يا عمر يا أورتيلان حينما دعوت يوما السلم ليتجلى، فكانت حياتك وحياة الكثير من زملائك قربانا لذلك، هذا السلم الذي نخشى أن نفقده بفقدان استقرارنا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات