الرقة تذبح بصمت..نداء لإنقاذها من داعش

+ -

"الرقة تذبح بصمت" توصيف أليم اعتمده أهل مدينة الرقة السورية، على الرغم من أن القاتل معروف، ويتمثل بتنظيم داعش. مأساة الرقة باتت يومية، حيث يضيع دم القتيل، وما من وسيلة يملكها أهله سوى الحزن على ابنهم أو زوجهم. فالرقة تذبح بصمت اليوم، تماماً كما ذبحها النظام طيلة 40 عاماً.  من هذا الواقع الاليم أطلق نشطاء الرقة نداء لإنقاذها من داعش بعد أن كانت أول مدينة سورية تحررت من النظام. وفي هذا السياق، يقول ناشط وشاهد عيان "كل يوم يقتل أبناء الرقة في سجون تنظيم داعش، ويقوم هذا التنظيم بإعدام العشرات بشكل سري، وقتل النشطاء وخطف الإعلاميين حتى باتت الرقة أقرب لمقبرة منها لمدينة، ما دعا هؤلاء لهجرها".  فقد اعتقل التنظيم ما لا يقل عن 1200 شخص، وتبدو المجازر حاضرة بقوة في الشارع، بينما يلوذ الإعلام بالصمت المطبق.  لم يترك التنظيم وسيلة لإسكات سكان المدينة إلا واستعملها. وقد بدأت تلك الممارسات بالاعتقال والخطف، وانتقلت بسرعة إلى التصفية العلنية والقتل في الساحة الرئيسية للمدينة، حتى إن داعش قام بصلب أحد الأشخاص الذي اتهم التنظيم بالقتل والسرقة. وحين اكتشف ناشطو المدينة هويته وانتماءه للجيش الحر، عمد داعش إلى الانتقام منه بقتله وصلبه علناً، وتركه معلقاً أمام أنظار السكان لثلاثة أيام متواصلة.  إلى ذلك، يقوم تنظيم داعش بتجنيد أطفال من الرقة، لا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، في معسكرات تدريب، أنشأها في المدينة، وحمل أكبر معسكر اسم "أسامة بن لادن".  ويتم في هذه المعسكرات غسل أدمغة أولئك الأطفال، بما يتماشى مع سياساتهم، وذلك بعد اختطافهم من بيوتهم دون أن يستطيع الأهل تحريك ساكن أو حتى الاعتراض.فالوضاع المعيشية في الرقة باتت الأسوأ على الإطلاق منذ انطلاق الثورة، فالأسعار في ارتفاع دائم والسلع في تناقص متزايد بسبب إغلاق معبر تل أبيض الحدودي، الذي يعتبر الشريان الرئيس للحياة في شمال شرق سوريا.  ولم يكتفِ داعش بخطف المعارضين له، بل فرض قوانينه على الناس، وضيق الخناق على السكان، ففرض النقاب وحرم الدخان وجرم المدخنين، كما فرض عقوبات شديدة القسوة على كل مخالف له، حتى بات أهل المدينة يمشون في الشارع ويتلفتون خلفهم، خوفاً من مخالفة القوانين. حتى إن عناصر التنظيم جلدوا الفتيات في المدراس وقطعوا أيدي أشخاص اتهموا بالسرقة وأحرقوا سيارات الدخان. كما عاقبوا كل من وجدت لديه سيجارة واحدة.  ويقول نشطاء من الرقة إن المدينة مظلومة منذ 40 عاماً، بعد أن اعتادت في عهد الأسد الأب والابن على أن تكون مهمشة، أهلها بلا مناصب ولا مكاسب.  واليوم يقوم داعش بتهريب النفط السوري الموجود في الرقة إلى الحدود التركية والشمال السوري، ويسيطر على مقدرات المدينة الاقتصادية، وعلى معظم مصادر المواد الغذائية، في حين تم إهمال الخدمات والمرافق العامة، الأمر الذي دفع أغلب الأهالي إلى مغادرتها. ويقدر عدد أفراد التنظيم في الرقة بحوالي 8 آلاف شخص.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات