”السلطة ضخمت نسبة المشاركة والانتخابات فاقدة المصداقية”

+ -

 يجزم مسؤولو أحزاب سياسية معارضة قاطعت الانتخابات الرئاسية بأن سير الانتخابات، التي جرت أمس، والظروف التي أحاطت بها، أكد صواب موقف المقاطعة والتجاهل، وخصوصا أنها أثبتت ”هشاشة النظام القائم” الذي لجأ، حسبهم، إلى تضخيم نسبة المشاركة.قال رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، خلال مقابلة مع ”الخبر” بمكتبه في العاصمة، إن ”هذه الانتخابات فاقدة المصداقية والشرعية. ونحن في حزبنا لم ننخدع بطبيعة النظام، لقد فهمنا منذ رفض مطالبنا بإنشاء لجنة مستقلة لتنظيم الانتخابات، وسيطرة موالين للرئيس المترشح على مؤسسات حساسة مشرفة على الانتخابات، وتولي رئيس اللجنة الوطنية لتنظيم الانتخابات منصب مدير الحملة الانتخابية للرئيس المترشح وقبول المجلس الدستوري لترشح الرئيس المريض أن اللعبة محسومة مسبقا”. وأضاف ”لدينا تقارير من الولايات تخالف أرقام الداخلية، فنسبة المشاركة أقل من تلك المعلن عنها”.ويرى بلعباس في مجريات الانتخابات شيئا إيجابيا، فالشعب الجزائري- يضيف- بيّن أنه على درجة كبيرة من الوعي، من خلال المظاهرات المنددة بالنظام وبالتزوير ومقاطعة نشاطات المرشحين، والمطالبة بنظام ديمقراطي. وتوقّع رئيس الأرسيدي استمرار الحراك الشعبي بعد الانتخابات الرئاسية، ما يحتّم على الطبقة السياسية والفاعلين الاجتماعيين تأطير هذا الحراك للضغط على السلطة لتقليص عمر هذه العهدة. ولفت أن رهان قوى المعارضة المقاطعة للانتخابات منصب على إنجاح ندوة الانتقال الديمقراطي المقرر تنظيمها لاحقا بمشاركة قطاع واسع من المعارضة، تمهيدا لاستلام السلطة من النظام الحاكم.من جهته، انتقد أمين عام حركة النهضة، محمد ذويبي، سير العملية الانتخابية، وقال إن المعلومات التي تلقتها خلية العمليات التي شكلها الحزب أظهرت فروق شائعة بين النسب المعلن عنها ونسب التصويت، وانتقد توظيف السلطة لصورة الرئيس المقعد، وقال ”إظهار الرئيس بتلك الصورة يهدف لاستعطاف المواطنين، ودفعهم للمشاركة في هذه الانتخابات، بعدما لاحظوا عزوف المواطنين عن التوجه إلى صناديق الاقتراع”. واعتبر ذويبي أن ضعف نسبة المشاركة انتصار لأحزاب المقاطعة، وأظهر مدى تجذّرها في المجتمع، وتأسف لكون السلطة فوّتت على الجزائريين موعدا هاما لتغيير هذا الواقع المؤلم.واعتبر أحمد بطاطاش، الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية، أن الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس لم تكن مصيرية، إلا بالنسبة للنظام القائم، وتابع ”الشعب لا ناقة له ولا جمل”، وأضاف أن الأرقام المعلن عنها لا مصداقية لها، لأنها تذكّرنا بأرقام عهد الحزب الواحد ونسبة 99,99 بالمائة. وتابع ”الأرقام الحقيقية التي يصدقها الشعب هي التي تصدر عن مؤسسات ديمقراطية وتتمتع بالمصداقية، مثل عدالة مستقلة أو حكومة منبثقة عن الإرادة الشعبية. وقال أيضا ”تمنينا أن يستغل النظام هذه الفرصة لأحداث الانتقال الديمقراطي، هذه فرصة أخرى ضائعة على الشعب الجزائري.. لقد مارس النظم سياسة الهروب مرة أخرى، غير مبال بالمخاطر التي تتربص بالجزائر”. وأعلن الأمين الأول للأفافاس أن حزبه على استعداد للعمل مع أحزاب وشخصيات أخرى معارضة لتحقيق الانتقال الديمقراطي، الذي يعدّ الحزب أول من رافع لها. لافتا إلى أهمية ”توفير الشروط لتحقيق هذه الندوة، لأن التسرّع سيكون مفسدة لها”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: