ما نَهَيتُكُمْ عَنْهُ فاجْتَنِبوهُ

+ -

 عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: سمعتُ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ”ما نَهَيتُكُمْ عَنْهُ، فاجْتَنِبوهُ، وما أمرتُكُم به، فأتُوا منهُ ما استطعتُم، فإنَّما أهلَكَ الَّذين من قبلِكُم كَثْرَةُ مسائِلِهم واختلافُهم على أنبيائِهم” رواه البخاريّ ومسلم.يدلَّ هذا الحديث على النّهي عن السُّؤال عمَّا لا يُحتاج إليه ممّا يسوءُ السّائلَ جوابُه مثل سؤال السّائل، هل هوَ في النّار أو في الجنّة، وهل أبوه مَن ينتسب إليه أو غيره، وعلى النّهي عن السّؤال على وجه التّعنّت والعبث والاستهزاء، كما كان يفعلُه كثيرٌ من المنافقين وغيرهم.وقريبٌ من ذلك سؤالُ الآيات واقتراحُها على وجه التعنّتِ، كما كان يسأله المشركون وأهل الكتاب، وقد قال عكرمة وغيرُه: إنَّ الآية نزلت في ذلك. ومن ذلك السّؤالُ عمّا أخفاه اللّه عن عباده، ولم يُطلعهم عليه، كالسّؤال عن وقتِ السّاعة، وعن الرّوح.ودلَّ أيضًا على نهي المسلمين عن السّؤال عن كثيرٍ من الحلالِ والحرام ممّا يُخشى أنْ يكون السّؤال سببًا لنـزول التّشديد فيه، كالسُّؤال عن الحجّ: هل يجب كلَّ عامٍ أم لا؟ وفي الصّحيح عن سعدٍ رضي اللّه عنه عنِ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: ”إنَّ أعظمَ المسلمين في المسلمين جرمًا مَنْ سأل عن شيءٍ لم يحرَّم، فحُرِّمَ من أجل مسألته”.ولم يكن النَّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يُرخِّصُ في المسائل إلاَّ للأعرابِ ونحوهم من الوُفود القادمينعليه، يتألَّفهم بذلك، فأمَّا المهاجرون والأنصار المقيمون بالمدينة الّذين رَسَخَ الإيمانُ في قلوبهم، فنُهُوا عَنِ المسألة، كما في صحيح مسلم عن أنسٍ رضي اللّه عنه قال: ”نُهينا أنْ نسألَ رسولَ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن شيءٍ، فكان يُعجِبُنا أنْ يجيءَ الرّجلُ من أهل البادية العاقل، فيسأله ونحنُ نَسْمَعُ”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات