تأمّــــــــــلات في ســـــــورة العلـــــــــــــق

+ -

 سورة العلق تعبّر بكلّ تأمّلاتها في سياق آياتها عن مدى حبّ اللّه لعبده، وتتجلّى معاني الحبّ من خلال تعليم الإنسان أهمية الارتباط بخالقه والالتصاق به حتّى لا ينشغل عنه بحبّ مَن لا ينفعه حبّه.يتجلّى الحبّ من خلال تذكير الإنسان بحقيقة وجوده وبداية خلقه في هذا الكون، والّتي ستعرفه بمقدار نفسه أمام عظمة خالقه وتبيان مدى تفضّله عليه سبحانه منذ أن وجد في عالم اللاوجود أي في عالم الذر أو المهين.السورة أنارت آياتها بمعانيها الدّالة على أهمية الإنسان في هذا الوجود وتفضيله على باقي خلقه سبحانه، وفتح الباب لسعادته الحقيقية من خلال العلم والتّعلّم واستخدام العقل فيما يحقّق رفاهية الإنسان واستمراره في البقاء، وأهمية تثبيت وتوثيق ذلك العلم حتّى تستمر الاستفادة منه للأجيال المتتالية عبر الزمان.وصوّرَت السورة صورة لحقيقة الإنسان الغافل عن ربّه المتفضّل عليه بكثير النّعم وكيفية جحود الإنسان، من خلال تسخير تلك النّعم، وخاصة قوّته العلمية والفكرية للفساد في الأرض وصدّ المؤمنين عن دين اللّه.كما أنارت السّورة قلب المؤمن بمعرفة الطّريق الموصل لتلك السّعادة الدّنيوية وفي الآخرة، من خلال ربط العبد بخالقه في كلّ أمر بالعمل على التّواصل بالطّاعة والعبادة المخلصة للّه، وأفضل العبادات الّتي يبدأ العبد بها طريق التعلّق بخالقه هي الصّلاة وإكثار السّجود بين يديه والاستذلال على باب رحمته، ومدى انعكاس ذلك على شخصية الإنسان المتعبّد بفتح مدارك العِلم وزيادة نور البصيرة في القلب وارتقاء الرّوح وعلو في الأخلاق وسمو في صفات الشّخصية من خلال انضباط جوارحها ونوازعها بما يتناسب مع شرع اللّه تعالى وإرادته.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: