قلق في كل مكان، لا حديث إلا عن ”الخلاط” الذي قد يصيب البلاد بسبب انتخابات الخميس القادم، إلى درجة أن أحد المترشحين، وهو سي موسى تواتي، طلع علينا بمقترح تأجيل الانتخابات، حيث يؤكد الكثير من المراقبين أنه كان واحدا من السيناريوهات المعتمدة من طرف جماعة الحكم.لست متأكدا إن كان سي تواتي يدرك خطورة ما قاله، أم أنه همس له به في أذنه كي يطلقه بالون اختبار في سماء ملبدة بدخان مواجهات أحياء غرداية.الأخطر من كلام تواتي أن الكثير من المواطنين باتوا يشعرون بالخوف مما ستحمله الأيام القادمة، هناك من يتحدث عن ”تخلاط” تماما مثلما توعد به المترشح بن فليس في 2004، وهناك من يتوعد بانهيار الدولة بسبب الخلاف القائم بين صناع القرار.ما يحدث في وادي ميزاب يؤشر على تعقيدات هذا الخلاف، وما حدث أثناء أزمة غرداية من اعتصامات ووقفات وحراك في الجامعات وفي منطقة القبائل، يدل على عدم وجود نية للتنازل حفاظا على مصلحة الأمة.لم يحدث وأن استسلم المحيط الرئاسي، بهذه الطريقة، لاستفزازات الخصوم رغم كثرة الموالين، وكأنهم يجاهدون أنفسهم من أجل تفادي كارثة ستقع لو ردوا على تلك الاستفزازات.أمر مؤسف آخر، من الإنصاف التطرق إليه، وهو أن الحس بالمسؤولية لا يزال يفعل مفعوله في عقول بعض المترشحين وأتباعهم، يقتضي أن يقبل الجميع بنتيجة اللعبة، وإلا كيف نفسر التلويح بإقامة القيامة في حال الانهزام.. وتعليق ذلك على عاتق التزوير.لقد صارت شعارات التزوير التي حفظها الناخبون عن ظهر قلب، شعارات للتخويف بحلول الفوضى والعودة إلى العشرية السوداء والحمراء، والربيع العربي، وما هي إلا أغنية قديمة في أسطوانة مشروخة.إن الكثير من المعارك تحدث للأسف على صدور بعض العناوين الصحفية وشاشات قنوات تلفزيونية تزعم الحياد والمهنية.. لقد تعلم الجزائريون كيف يتفادون الدوامات التي يراد لهم أن يقعوا فيها ليكونوا جسورا يعبرها الانتهازيون بممارسة الكذب والتهويل و«التنوفيق”.إن ما سيحدث بعد يوم الخميس صار على كل لسان. في الداخل والخارج، لا كلام إلا عن الخراب الذي سيعصف بالجزائر. وكأن جميع مشاكل البلاد سببها الانتخابات أو أن حلها في رحيل نظام، هو بمثابة البقرة الحلوب، الجميع يلعنها لكنهم لا يصبرون على حليبها.الجزائريون الشرفاء لا يريدون التغيير الذي يؤدي إلى التقسيم، مثلما لا يريدون أن يتحول شخص إلى ملك ”يبوسون” يده، أو صاحب كرامات يتحكم في الأمطار وأسعار البترول، ويرجع إليه الفضل في كل شيء جميل يحدث في هذا الوطن، فذلك كذب عليه، واستهانة بعقول الناس !إن هذا الشعب ”راسو خشين”، فاحذروه ولا تستهينوا بعقله وصبره على المكاره وسقطات المكروهين.. وتماسكه هو أملنا الوحيد[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات