+ -

 سارع أغلب رؤساء الأندية ”المنحرفة” لتلبية دعوة مدير الحملة الانتخابية للرئيس المنتهية عهدته، لمبايعة الرئيس والإعلان عن ولائهم له جهرة، كما عبّر عنه عبد الكريم مدوار، المسؤول الأول عن أولمبي الشلف، وحتى خفية على غرار رئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي، الذي تفادى كاميرات التلفزيونات العمومية والخاصة، حتى لا يثير غضب ”القبائل”.. لسنا هنا للحديث عن الذي خرج عريان ”حتى يكسيه ”بوتاف” ولا على الراجل واللي ”ما شي راجل”.. فلا تزر وازرة وزر أخرى، فجميعهم مسؤولون وسيحاسبون فرادى فرادى.. لكن أن يستغل رئيس ما منصبه لمبايعة مترشح على حساب مترشح آخر، ويقحم بفريقه في معترك السياسة من الباب الضيق، فهذا غير معقول وغير مسموح وغير متعارف به، لا في الأعراف ولا في الميثاق الأولمبي.. فكيف لحسان حمّار (على سبيل الذكر لا الحصر) التقدم باسم فريق عتيد اسمه وفاق سطيف بتاريخه العريق منذ نشأته عام 1958 وبمشواره الكروي وإنجازاته (ستة ألقاب للبطولة، ثمانية كؤوس، كأس السوبر، كأس إفريقيا للأندية، كأس الاتحاد الإفريقي وكأس أفرو آسيوية ومرتين بطلا للعرب).. أن يختزل كل هذا التاريخ، الذي تأتى بفضل تضحيات الرجال وحتى النساء والأطفال في عملية الولاء، وهل حقا حسان حمّار يمثل كل أنصار ”الكحلة والبيضاء” المتواجدين ليس في مدينة سطيف فحسب، بل في القطر الجزائري برمته وحتى خارجه؟حسان حمّار ليس الرئيس الوحيد الذي التقطته عدسات الكاميرات في فندق الأوراسي خلال يوم المبايعة والولاء، فهناك رؤساء تخطوا الرقاب من أجل لفت انتباه مدير ”هملة” بوتفليقة، كما هو الحال بالنسبة لهرادة عراس الذي لم تمر إلا أيام معدودات على ولوجه عالم كرة القدم ورئاسة فريق مولودية العلمة، حتى أصبح بين عشية وضحاها ”يبيع” أصوات مناصري فريق يعود تاريخ نشأته إلى 1936، فهل هذا يعقل في بلد يحترم نفسه؟أما عميد رؤساء الأندية.. فحدث ولا حرج، فمحند شريف حناشي ضرب بتاريخ الشبيبة التي تأسست عام 1946 عرض الحائط، وتنكر لإنجازات ”الجامبو جات” من 14 لقبا وطنيا و5 كؤوس وكأسيين للأندية البطلة الإفريقية وثلاث كؤوس للكاف وكأس كؤوس إفريقيا وكأس السوبر، لينزل بالفريق إلى أسفل السافلين، لأن الشبيبة يا ”محند” ليست محتاجة للإعلان عن المبايعة، من أجل حصد الألقاب، وما عليك إلا رؤية خزانة الفريق للتأكد من ذلك..صحيح أن كل من تنقل إلى فندق الأوراسي لم يعلن ولاءه لبوتفليقة، حبا في أعين الرئيس (حتى وإن كانت جميلة)، لكن أن يضعوا أنديتهم رهينة لصراع هم في غنى عنه، فهذا ما لا يتقبله العاقل، حتى في زمن ”الهبال”، فصحيح كنا بالأمس نقول عيش تسمع والآن أصبحنا فعلا نعيش ونسمع ونشوف[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات