+ -

 قال اللّه سبحانه وتعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} الأعراف:175-176.تذكُر كتب التّفسير أنّ ذلك الرّجل الّذي أخبرنا القرآن خبره في هذا المثل، هو أحد علماء بني إسرائيل، طلب منه قومه، بعد أن أغروه بمبلغ من المال، أن يدعوَ على نبي اللّه موسى عليه السّلام بالهلاك، ويصفه بما ليس فيه. وبدل أن يتصدّى ذلك العالم لطلب قومه ويرفضه، انصاع لهم، وانساق وراء شهواته وأهوائه، بإغراء من الشّيطان، ووسوسة منه، فضلَّ بعمله ذلك عن طريق الهداية، وكان عاقبة أمره خسرًا.وقد مثَّل لنا القرآن حالة ذلك الرجل أروع تمثيل؛ فجعل مثل حاله، بعد أن أعرض عن آيات اللّه، كمثل الكلب الّذي إن تطرده بعيدًا عنك يلهث، أو تتركه في مكانه يلهث، فهو في كلا الحالتين، لا تفارقه حالة اللّهاث؛ إذ من المعلوم أنّ الكلب اختص دون غيره من الحيوانات بصفة اللّهاث، فهي صفة ملازمة له على كلّ حال، وفي كلّ أوان.ومن هنا ندرك دقّة هذا المثل القرآني، حين شبّه الّذين لا يستفيدون من آيات اللّه، ولا يترجمونها سلوكًا على أرض الواقع، بمثل الكلب اللاّهث، الّذي يعيش بالهمّ الدّائم، وتحت وطأة الإعياء الثّقيل، والتّعب الشّديد، والقلق المخيف.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات