38serv
لم يكن ثلاثة شبان يقيمون في إحدى ضواحي العاصمة يدركون أن نهاية اعتداءاتهم على المحلات التجارية والسوبرماركات ومحلات البيتزا ستكون في زنزانة، في انتظار مثولهم أمام القاضي ليفتي في أمرهم.قصة الشبان الثلاثة هذه شكلت على مدار الأسابيع الماضية هاجسا لمصالح الأمن في العاصمة، ما دفع بهذه الأخيرة إلى العمل كخلية نحل من أجل الإيقاع بهؤلاء الأفراد الذين اختاروا الربح السريع على حساب سلامة وأمن الضحايا.أعمارهم لا تتجاوز منتصف الثلاثينيات، هيئتهم الخارجية لا تدل على أنهم من المعسورين، وفي محاضر أمن دائرة الدرارية صرحوا أنهم يعملون وأرباب أسر وأن اثنين منهم تجرعوا مرارة السجن بسبب قضايا سرقة واعتداء على الغير.عملية الإيقاع بالشبان الثلاثة تمت في حاجز مفاجئ بحي العاشور في أعالي العاصمة، بعد رصد وتتبع بواسطة كاميرات المراقبة المرورية على مستوى أمن المقاطعة، بعدما انتشرت روائح جرائمهم في كل مكان من العاصمة، وتحديدا من محل لبيع الهواتف والمعلوماتية في الحراش، حيث وضع صاحبه أول قرينة بين أيدي المحققين للتعرف على هوياتهم، وهو تسجيل فيديو صورته كاميرات المراقبة داخل المحل يبين كيف أخفى أحد اللصوص جهاز “تابلات” تحت سترته متظاهرا بتجريبه والاستفسار عن خصائصه التكنولوجية.لكن رحلة هذا الثلاثي الإجرامي لم تتوقف هنا، فكرروا فعلتهم في كل من بئر مراد رايس ثم القبة، فالعاشور وبابا حسن، حيث كانت نهايتهم بحاجز لم يحسبوا له حسابا.لغز “الإيبيزا البيضاء”ما أثار حيرة المحققين في البداية الأخبار التي تصلهم عن طريق غرفة العمليات والاتصالات.. مفادها أن سيارة “الإيبيزا” مرت من هنا ودون لوحة ترقيم. وفي ظرف أسبوع، صارت أخبار هذه السيارة تتناقل بين مختلف مصالح الأمن، فاستلزم الأمر التنسيق فيما بينها بإشراف من أمن ولاية العاصمة الذي أمر بالإسراع في وضع حد لهذه العصابة التي عرضت حياة امرأة ببابا حسن للخطر بعد تجريدها من حقيبة يد تحتوي على حلي ذهبية وهي على متن سيارتها.ويقول محققون من الأمن الحضري الأول والثاني بالعاشور وبابا حسن على التوالي، إنه لم يكن سهلا افتكاك اعترافات من “ثلاثي الإيبيزا” رغم مواجهتهم بصور الفيديو وصور تنقلاتهم في شوارع العاصمة، إلا بعد أن تم عرضهم على الضحايا.وبعد جلسات من التحقيق، انهار الثلاثي وبدأت اعترافاتهم تتهاطل كاشفين النقاب عن جرائمهم التي نُسجت حولها قصص كثيرة في أحياء العاصمة، حيث قالوا إنهم من مستهلكي المخدرات والمهلوسات، وبأنهم استأجروا السيارة وقاموا بنزع لوحة الترقيم الخلفية حتى لا يتم التقاط الرقم من طرف الضحايا وكاميرات المراقبة المرورية، وأنهم كانوا يبررون ذلك لشرطة المرور بتعرضهم إلى حادث ويبحثون عن بائع اللوحات لإعادتها إلى مكانها.واعترف الشبان الثلاثة أنهم كانوا ينفقون عوائد بيع مسروقاتهم في أسواق “الدلالة” بالعاصمة على سهرات وليالي حمراء، واقتناء كل ما يشتهونه من ألبسة، دون أن يسألهم أحد من أقاربهم، وهو سلوك غير طبيعي خاصة إذا كان المعنيون عاطلين عن العمل أو يمتهنون مهنا برواتب متواضعة مثل التي صرحوا بها.وجاء في أقوال هؤلاء كذلك بأنهم كانوا يخططون لاعتداءاتهم ويعتمدون على الخفة في تنفيذها بأعصاب باردة، بعد تشتيت انتباه ضحاياهم من أصحاب المحلات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات