تعلمون أنكم تكذبون، وتعدون وتخلفون، وتقسمون وتحنثون، وتسرقون، وتظلمون، وتفترون وتسيئون استخدام السلطة، وتجمعون حولكم بطانة تنافقكم، وتكذبكم ولا تصدقكم، وتقصون من حولكم من يعارضكم ويخالفكم، أو ينتقدونكم ولا يقبلون بآرائكم، وأنكم تستخدمون المال لتطويع الناس، والضغط عليهم، فتحرمون المستحقين، وتغدقون على من لا حق لهم، في استغلال المال الذي هو أمانة بين أيديكم، لشراء الذمم، وإسكات الأفواه، والتأثير عليهم ليسهل استخدامهم وسيلة للتبرير، وأداة للتلميع، وفي الفترات العصيبة شماعة تعلقون عليها أخطاءكم.لقد أسأتم وغامرتم، وتاجرتم، وانحرفتم، وزورتم الانتخابات، وتلاعبتم بعواطف ومعاناة الشعب عن عمد وبوعي تام لا عن غفلة، وعن سبق الإصرار لا عن تردد، وبمصلحة شخصية لا وطنية، ومن أجل غاية ذاتية ليس للشعب والوطن والأمة حظ فيها.أصدرتم قوانين تساير هواكم، وتحميكم من العقاب، وجنستم أبناء وبنات الأجانب، باسم قانون الجنسية الجديد، واستوليتم على الأراضي باسم المنفعة العامة، وسرقتم شقق المساكين ضحايا الفيضانات والزلازل.فاحذروا نهايتكم، وكونوا واثقين من مصائركم، فمناصبكم لن تدوم، ومقامكم لن يستمر، ونفوذكم إلى فناء، وصوركم ستصير باهتة، وصوتكم سيخرس، فقد سقطت أوراق التوت عن عوراتكم وسقط اللثام عن وجوهكم الشاحبة.كثيرة هي الأخطاء والعيوب، والمساوئ التي يظن مرتكبوها أنهم باتوا في مأمن منها، وأنه لا يوجد أحد يقدر على محاسبتهم.كم من مواطن اضطهد وطرد من منصب عمله دون وجه حق.. وكم من شاب جرى ابتزازه حتى في أحلامه، بأن يفتح بيتا ويؤسس أسرة، جرجرتموه على مدى سنوات إلى دار البلدية والدائرة والوالي ”أمير” الولاية.لقد مل الشعب خطاباتكم وكره أبواقكم التي أطلقتم عليها قنوات الانفتاح.ستحاسبون أنتم ومن دار في فلككم من الانتهازيين، على الكبيرة والصغيرة، على ”الدورو” والمليار، وعلى الكذب الذي تمارسونه في حق الأمة بكل الأساليب.ستقفون في ساحة الحساب ”مذلولين” جزاء لكم على الذي تفننتم في ارتكابه ضحكا على ذقون البسطاء.. فكم تنكرتم لمطالبهم، ووظفتموها لتحويل حقوقهم بهتانا وزورا.هذا حديث للمتحكمين في الرقاب، وللطامعين في زحزحتهم من مواقعهم ليتبوأوها من بعدهم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات