ما حدث لعمارة بن يونس يوم الخميس الماضي في غليزان، يبين بجلاء التلاحم الكبير الحاصل في صفوف المساندين للعهدة الرابعة، واستعدادهم لأن يسيلوا الدماء.فقد تجندت شرطة عبد الغاني هامل، يوم الخميس الماضي، بأعداد كبيرة في غليزان ليس لمنع ناشطين من حركة ”بركات” من التظاهر والتعبير عن آرائهم، أو لحماية المواطنين والمواطنات من مثل ما يحدث في المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، وليس للقبض على ”القطط السمان” التي تعبث بالمال العام في كل زوايا هذه الجزائر الطبية. تدخلت الشرطة في غليزان يوم الخميس الماضي لحماية أنصار الرئيس من خصومهم أنصار الرئيس، الذين كانوا ينتظرون موفدي مديرية حملة الرئيس عمارة بن يونس وعمار غول. وكادت تحدث فتنة ويسيل الدم بين هؤلاء الأنصار، الذين يتفقون جميعا على مساندة العهدة الرابعة لكنهم مع ذلك مستعدون للاقتتال فيما بينهم.وتنقل عمارة بن يونس مسرعا إلى غليزان من مستغانم التي ترك فيها مأدبة الغداء التي حضرت له ولم يذق ملحها. عندما وصل إلى غليزان لم يستطع أن يلتقي بالذين كان من المفروض أن يضع معهم اللمسات الأخيرة حول كيفية تكريس فوز مرشحهم جميعا. وعقد اجتماعا مصغرا في مطعم تبعته ندوة صحفية قال فيها إن كل شيء على ما يرام، وكأن الغليزانيين لم يشاهدوا صباح الخميس الشرطة تحمي مقر حزبه، ليس من أنصار منافسي الرئيس ولكن من الداعين للعهدة الرابعة.ما وزن زيارة جون كيري إلى الجزائر، والذي وقف له الرئيس المترشح، أمام هذه الحادثة الغريبة. فوزير الخارجية الأمريكي ”يعرف صلاحه” كما يقال في عاميتنا، و”صلاح بلاده”، وجاء إلى الجزائر ليطمئن على مصالحها. وهذا لا شك فيه. أما ما حدث في غليزان فإنه من دون شك في قاموس عمارة بن يونس ومرافقه الدائم عمار غول، فإنه عين مصلحة الجزائر، التي بدأ فيها الاقتتال حتى قبل أن يفوز المرشح الذي يناصرانه مع أولئك الذي كادوا أن يتقاتلوا في غليزان.ولا شك أن عمارة بن يونس ومن معه سيقولون إن الذي حدث هو ”قمة حماس” المساندين معهم للعهدة الرابعة، الذين يتنافسون بكل الوسائل، حتى وإن كان بحمل العصي ومطاردة بعضهم البعض، لإظهار رغبتهم في بقاء الوضع كما هو.وفي كل الحالات فإن الذي حدث مع عمارة بن يونس يوم الخميس في غليزان يبين أن الأمور ”ماهيش مليحة عندهم”[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات