+ -

 إنّ أحكام النِّظام الإسلامي لا تَصلُح ولا تطبّق إلّا في مجتمع إسلامي، إسلامي في نشأته وفي تركيبه العضوي وفي التزامه بشريعة الإسلام كاملة، وكلّ مجتمع لا تتوافر فيه هذه المقوّمات كلّها يعتبر “فراغًا” بالقياس إلى ذلك الحكم، لا يملك أن يعيش فيه ولا يصلح له، فالعقيدة أساس والأحكام بناء.وهل يُعقَل بناء بلا أساس؟ ألَا ترى لماذا لا يُزكّي النّاس أنفسهم في المجتمع المسلم، ولا يرشّحون أنفسهم للوظائف السّامية ولا يقومون لأشخاصهم بدعاية ما كي يختاروا لمجلس الشّورى أو الإمامة أو الإمارة؟ إنّ النّاس في المجتمع المسلم لا يحتاجون لشيء من هذا لإبراز أفضليتهم وأحقيتهم... فهم يدركون حقيقة قوله تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} النّجم:32. كما يدركون المناصب والوظائف في هذا المجتمع تكليف ثقيل لا يغري أحدًا بالتّزاحم عليه، اللّهمّ إلّا ابتغاء الأجر بالنُّهوض بالواجب وللخدمة الشّاقة ابتغاء رضوان الله تعالى. ومن ثمّ لا يسأل المناصب إلّا المتهافتون عليها لحاجة في نفوسهم، وهؤلاء يجب أن يمنعوها امتثالًا لأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الّذي قال في حديث متفق عليه: “إنّ والله لا نُولّي هذا العمل أحدٌ سأله”، “أو حرص عليه”.ولكن هذه الحقيقة لا تُفهَم إلّا بمراجعة النّشأة الطبيعية للمجتمع المسلم وإدراك طبيعة تكوينه، المجتمع الّذي ظلّ ولا يزال وليد الحركة بالعقيدة الإسلامية الصّحيحة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: