أعلن كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، أمس، أن الولايات المتحدة ستقدّم المزيد من الدعم للجزائر في مجال مكافحة الإرهاب وستواصل العمل معها، معتبرا أن عقيدة الجزائريين بعدم التدخل في شؤون الغير ”لم تعرقل مسار التعاون الأمني، سيما في منطقة الساحل الإفريقي”.قال جون كيري إن مبدأ الجزائريين الذين يرفعونه في المحافل الدولية، والمتعلق بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ”لم يعرقل بتاتا المبادرات المشتركة بين البلدين فيما يخص مسائل محاربة الإرهاب”، ونعت كيري الإرهاب بـ«الظاهرة المقيتة التي تتحرك غير مبالية بالحدود ولا بالقوانين وسيادة الدول”، معتبرا أن واشنطن تؤمن بأنه ”لا طريقة للتغلب على الإرهاب إلا بالتعاون الدولي”.وسئل كيري، في ندوة صحفية بمقر وزارة الخارجية، عن ملف محاربة الإرهاب في الساحل الإفريقي وكيفية التعامل مع العقيدة الجزائرية المعروفة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، فأجاب قائلا: ”إننا نحترم كثيرا مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الذي تنادي به الجزائر. المبدأ الذي لا ينبغي أن يشكل عائقا أمام فتح أفاق جديدة للتعاون في المجال الأمني بين البلدين”.وقد دفع هذا التعليق الوزير رمطان لعمامرة لشرح الموقف الجزائري بأن ”عدم مشاركة الجزائر بوحداتها القتالية خارج حدودها لا ينفي تعاونها الأمني والعسكري مع دول الجوار، حيث إنها تشارك في التكوين وفي التجهيز وفي تبادل المعلومات”، وأضاف الوزير: ”الدليل على ذلك أن هيئة الأركان المتخصصة في محاربة الإرهاب في منطقة الساحل موجودة بتمنراست، وقد أنشئت باقتراح من الجزائر، وكذلك المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب أنشئ بالجزائر العاصمة”. وذكّر جون كيري في هذا المجال إن ”الولايات المتحدة ستواصل تضامنها مع الجزائر في مكافحتها للإرهاب، وستواصل العمل معها في إطار المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب”، مشيدا في السياق نفسه بالجهود التي تبذلها الجزائر في ضمان استقرار منطقة الساحل ومالي والنيجر”. وثمّن قيادة الجزائر لمذكرة محاربة الإرهاب، كما ذكر أن الجزائر تعدّ ضمن البلدان المؤسسة في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وترأس، مع كندا، مجموعة العمل المكلفة بالساحل.وأكد كيري قائلا: ”معا (الجزائر والولايات المتحدة) يمكننا المساهمة في بناء دول قانون تتوفر على اقتصادات منتجة في بلدان الساحل وإفريقيا”، مضيفا أن الإرهاب آفة ”تهدد أمن العالم بأسره”. ولفت المسؤول الأمريكي الانتباه إلى مسائل اقتصادية، قائلا ”نحن عازمون على تطوير علاقاتنا مع الجزائر. يمكن للعلاقات الجزائرية الأمريكية أن تتطور بصفة معتبرة، ولكن ينبغي بذل مزيد من الجهود في هذا الاتجاه”. وأضاف ”يمكننا تطوير أكثر تعاوننا، من خلال تعزيز الثقة المتبادلة، في مرحلة بات فيها السلم والأمن مهددين في كافة أنحاء العالم، وبشكل أكثر تعقيد من السابق”.واعتبر كيري أن الصفقة المبرمة مؤخرا بين المجمّع الأمريكي جنرال إلكتريك والجزائر، حول إنجاز العديد من محطات توليد الكهرباء، تمثّل ”نموذجا” للتعاون في المجال الطاقوي، ”ليس بالنسبة للبلدين فحسب، بل بالنسبة لكافة بلدان العالم أيضا”. واعتبر أن ”الطاقة تشكل ركيزة التنمية والنمو في العالم، ولا ينبغي أن تستعمل كسلاح”، مضيفا أن الولايات المتحدة ”مستعدة” لتعزيز تعلم اللغة الانجليزية في الجزائر، من خلال تكوين المكونين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات